ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء السادس من الترجمة وهو التعوذ من العجز والكسل بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه فقال:
٦٧٠٣ - (٢٦٨٦)(٣٥)(حدثنا يحيى بن أيوب) المقابري البغدادي (حدثنا) إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي البصري المعروف بـ (ابن علية) اسم أمه، ثقة، من (٨) روى عنه في (١٥) بابًا (قال) إسماعيل: حدثنا غير سليمان (وأخبرنا) أيضًا (سليمان) بن طرخان (التيمي) أبو المعتمر البصري، ثقة، من (٤) وقوله: وأخبرنا معطوف على محذوف كما قدرناه (حدثنا أنس بن مالك) رضي الله عنه. وهذا السند من رباعياته (قال) أنس: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم) دائمًا (يقول) في دعائه: (اللهم إني أعوذ بك من العجز) وهو عدم القدرة على الخير، وقيل: هو ترك ما يجب فعله والتسويف وكلاهما تستحب الإعاذة منه اه نووي (والكسل) وهو عدم انبعاث النفس للخير وقلة الرغبة فيه مع إمكانه (والجبن) وهو عدم الإقدام على مخالفة النفس والشيطان وهو ضد الشجاعة (والهرم) وهو الرد إلى أرذل العمر كما مر (والبخل) وهو الكف عن الإنفاق فيما يجب أن يستحسن فيه، وإنما تعوذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجبن والبخل لما فيهما من التقصير عن أداء الواجبات والقيام بحقوق الله تعالى وإزالة المنكر ولأنه بشجاعة النفس وقوتها المعتدلة تتم العبادات ويقوم الإنسان بنصر المظلوم والجهاد، وبالسلامة من البخل يقوم بحقوق المال فيواسي به ويُلمّ به شعث المساكين، وقوله:(وأعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات) الإضافة في كل منها من إضافة المظروف إلى ظرفه، وقد تقدم تفسير عذاب القبر وقال ابن دقيق العيد: فتنة المحيا ما يعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا والشهوات والجهالات وأعظمها والعياذ بالله تعالى أمر الخاتمة عند الموت، وفتنة الممات يجوز أن يراد بها الفتنة عند الموت أضيفت إليه لقربها منه ويكون المراد بفتنة المحيا على هذا ما قبل ذلك ويجوز أن يراد بها فتنة القبر اه فتح الباري [٢/ ٣١٩].