للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخلِ وَالْكَسَلِ وَأَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ".

٦٧٠٧ - (٢٦٨٧) (٣٦) حدّثني عَمْرٌو النَّاقِدُ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. حَدَّثَنِي سُمَيٌّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ، وَمِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ،

ــ

شعيب بن الحبحاب لسليمان التيمي (قال) أنس: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو) دائمًا (بهؤلاء الدعوات) المذكورة بقوله: (اللهم إني أعوذ بك من البخل) عن أداء الواجبات والحقوق (و) أعوذ بك من (الكسل) أي الفتور عن فعل الخيرات (و) أن أرد إلى (أرذل العمر) وأخسها لما فيه من الخرف وعدم الفهم وقلة العقل وضعف الجسد (و) أعوذ بك (من عذاب القبر) أي من التعذيب في القبر كما مر (و) من (فتنة المحيا) التي من أعظمها فتنة الدجال (والممات) التي منها سوء الختام والعياذ بالله تعالى.

ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء السابع من الترجمة (وهو التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء) بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

٦٧٠٧ - (٢٦٨٧) (٣٦) (حدثني عمرو) بن محمد بن بكير (الناقد وزهير بن حرب قالا: حدثنا سفيان بن عيينة حدثني سُميّ) مصغرًا مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هاشم المخزومي أبي عبد الله المدني، ثقة، من (٦) روى عنه في (٥) أبواب، وليس في مسلم من اسمه سُميّ إلا هذا الثقة (عن أبي صالح) السمان القيسي مولاهم المدني (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من سوء القضاء) والمراد بالقضاء هنا المقضي لأن حكمه كله حسن لا سوء فيه لكن قد يكون المقضي عليه شيئًا في حق بعض الأفراد وإن كان خيرًا بالنسبة إلى مجموع التكوين وهو عام في النفس والمال والأهل والولد والخاتمة والمعاد وهو من الأدعية الجامعة حيث تعوذ به من كل سوء يعرض بالإنسان في المعاش والمعاد أي أعوذ بك من المقضي المضر لي الذي ليس لي فيه خير كالكفر والمعاصي والعذاب في الآخرة. والمعنى كان يتعوذ من شر القضاء وضرره أي الضرر المقضي عليه أزلًا كالكفر والمعاصي (ومن درك الشقاء) أي ومن الشقاء الذي يدركني في الآخرة، والخيبة التي تهلكني فيها، قال القرطبي: يُروى بفتح الراء وبإسكانها فبالفتح الاسم وبالإسكان

<<  <  ج: ص:  >  >>