علي وأبيه، ويروي عنه (م عم) وهلال بن يساف وأبو إسحاق ونصر بن عاصم، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال في التقريب: مختلف في صحبته، والصواب أن الصحبة لأبيه، وهو من الثالثة، قُتل في خلافة معاوية، قال ابن عبد البر: من الخوارج خرجوا على مغيرة بن شعبة في صدر خلافة معاوية فبعث إليهم المغيرة فقتلوا سنة (٤٥) خمس وأربعين، وليس في مسلم من اسمه فروة إلا هذا الثقة (قال) فروة (سألت عائشة) رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سداسياته (عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به الله) سبحانه وتعالى أي سألتها عن الدعاء الذي كان يدعو به دائمًا (قالت) عائشة في جواب سؤالي: (كان) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول) في دعائه: (اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت) من الأعمال الصالحة بأن أدخل فيه ما يحبط ثوابها كالعجب والرياء والسمعة والمحمدة فيعاقب عليه لأنه شرك باطني (ومن شر ما لم أعمل) أنا بنفسي وعمل غيري من المعاصي قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} اه مناوي، ويحتمل أن يكون المراد منه ترك العمل فيما كُلف فيه بالعمل وهذا يمكن في حقه صلى الله عليه وسلم بالسهو أو النسيان كما وقع منه صلى الله عليه وسلم في الصلاة عدة مرات ويمكن في حق غيره بالعمد والقصد أيضًا ويمكن أن يكون مراد الدعاء التعوذ من عمل مباح قصد به الخير وكان في الباطن شرًا. والمراد من قوله صلى الله عليه وسلم ما لم أعمل أي ما لم أقصد اه تكملة، قال القرطبي: هذا الدعاء كقوله في الحديث الآخر: "اللهم إني أعوذ بك من كل شر" غير أنه نبه في هذا على معنى زائد وهو أنه قد يعمل الإنسان العمل لا يقصد به إلا الخير ويكون في باطن أمره شر لا يعلمه فاستعاذ منه ويؤيد هذا أنه قد رُوي في غير كتاب مسلم (من شر ما علمت وما لم أعلم) ويحتمل أنه يريد به ما عمل غيره فيما يظن أنه يقتدي به فيه اه من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٦/ ٢٧٨]، وأبو داود في الصلاة باب الاستعاذة [١٥٥٠]، والنسائي في السهو باب التعوذ في الصلاة [١٣٠٧]، وابن ماجه في الدعاء باب ما تعوذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم [٣٨٨٤].