أي رجع إليها (وهي) أي والحال أنها (جالسة) على حالتها من الذكر (فقال) لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما زلت) بكسر التاء خطابًا لها أي ما زلت يا جويرية مستمرة (على الحال) وملتبسة بالجلسة (التي فارقتك عليها؟ قالت) جويرية: (نعم) كنت على تلك الحال ولم أقم من مكاني هذا فـ (قال) لها (النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قلت بعدك) أي بعد مفارقتك (أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت) تلك الكلمات (بما قلت منذ اليوم) أي بجميع ما قلت في هذا الوم، قال الأبي: الأظهر في منذ أنها هاهنا حرف جر وهي مختصة بجر أسماء الزمان والزمان الواقع بعدها إن كان ماضيًا كانت لابتداء الغاية فتكون بمعنى من وإن كان حالًا كانت للظرفية بمعنى في والمراد باليوم في الحديث الحاضر فالمعنى لرجحت بما قلت في يومك هذا اه باختصار (لوزنتهن) أي لوزنت تلك الكلمات الأربع الأذكار التي قلتهن أنت في هذا اليوم وليس المراد باليوم العمر كما يقوله بعضهم أي لرجحت عليهن في الثواب وهو دليل على أن الدعوات والأذكار الجوامع يحصل عليهن من الثواب أضعاف ما يحصل على ما ليست كذلك ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يحب الدعوات الجامعة، وفي رواية للترمذي (أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليها وهي في مسجدها) أي في موضع سجودها للصلاة يعني في بيتها (ثم مر النبي صلى الله عليه وسلم بها قريبًا من نصف النهار فقال لها: ما زلت على حالك) أي على الحال التي فارقتك عليها (قالت: نعم، فقال: ألا أعلمك كلمات تقولينها سبحان الله عدد خلقه .. ) الحديث، وتلك الكلمات الأربع الأولى منها قوله:(سبحان الله وبحمده عدد خلقه) أي أسبح الله تسبيحًا يساوي عدد مخلوقاته وأحمد الله بحمده أي أصف الله بكمالاته وصفًا يبلغ عدد مخلوقاته، ويصح أن تكون الواو في قوله:(ويحمده) زائدة والباء متعلقة بمحذوف حال من فاعل أسبح وعدد خلقه منصوب بنزع الخافض، وقوله:(ورضا نفسه) معطوف على عدد خلقه وإضافة النفس إلى الضمير من إضافة الشيء إلى نفسه أو لفظ النفس مقحم وهي الكلمة الثانية، وقوله:(وزنة عرشه) معطوف أيضًا على عدد خلقه وهي الكلمة الثالثة وكذا قوله: (ومداد كلماته) معطوف