على عدد خلقه وإضافة مداد إلى كلماته من إضافة الصفة إلى موصوفها لأنه مصدر بمعنى اسم الفاعل وهي الكلمة الرابعة.
والمعنى أسبّح الله تعالى بقلبي وأنزهه من جميع النقائص حالة كوني ملتبسًا بلساني بحمده تسبيحًا يساوي بعدد مخلوقاته وتسبيحًا يساوي بعدد رضاه عمن رضي عنهم من النبيين والصديقين والصالحين وتسبيحًا ساوي بوزن عرشه لو كان جسمًا ولا يعلم وزن عرشه إلا الله عز وجل وتسبيحًا يساوي بعدد كلماته المادة أي الزائدة زيادة لا تنفذ ولا نهاية لها اه من الفهم السقيم.
قوله:(سبحان الله وبحمده) قال القاضي عياض: هذا الكلام على اختصاره جملتان إحداهما سبحان الله لأن سبحان اسم مصدر لسبّح الرباعي والمصدر يدل على فعله نائب عنه فكانه قال: أسبح الله التسبيح الكثير والثانية بحمده لأنه متعلق بمحذوف تقديره أُثني عليه بحمده أي بذكر صفات كماله وجلاله فهذه جملة ثانية غير الجملة الأولى، قوله:(عدد خلقه) منصوب بنزع الخافض أي بعدد كل واحد من مخلوقاته والخلق مصدر بمعنى المخلوق، وقال السيوطي: نصب على الظرف أي قدر عدد خلقه اه مرقاة، وقوله:(ورضا نفسه) أي أسبّحه قدر ما يرضاه اه من التحفة، وقال السيوطي: قدر رضاه عمن رضي عنهم من النبيين والصذيقين والصالحين اه، وقوله:(وزنة عرشه) أي أسئحه بمقدار وزن عرشه ولا يعلم وزنه إلا الله تبارك وتعالى اه من التحفة، وقوله:(ومداد كلماته) بكسر الميم وبألف بين الدالين مصدر مد الشيء يمد مدًا ومدادًا من باب شد فالمداد مصدر كالمدد يقال: مددت الشيء مدًا ومدادًا وهو ما يكثر به الشيء ويزاد كذا في النهاية أي أسبّحه مثل عدد كلماته التي لا تنفد، وقيل: قدر ما يوازيها في الكثرة في معيار كيل أو وزن أو عدد أو ما أشبهه من وجوه الحصر والتقدير وهذا تمثيل يراد به التقريب لأن الكلام لا يدخل في الكيل والوزن وإنما يدخل في العدد كذا في النهاية اه تحفة، قال القاضي عياض: المداد في الأصل بمعنى الحبر الذي يكتب به القلم واستعماله هنا مجاز اه.
قال القاضي عياض: قوله: (ومداد كلماته) واستعماله هنا مجاز لأن كلماته لا تحصر بعدد والمراد بهذا المبالغة في الكثرة لأنه ذكر أولًا ما يحصره العدد الكثير من