للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْجُرَيرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجِسْرِيِّ، مِنْ عَنَزَةَ، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "أَلَا أُخْبرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلَامِ إِلى اللهِ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْي بِأَحَبِّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ. فَقَالَ: "إِنَّ أَحَبَّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ"

ــ

نسر بفتح النون وسكون المهملة القيسي العبدي أبو زكرياء البغدادي، ثقة، من (٩) روى عنه في (٦) أبواب (عن شعبة عن) سعيد بن إياس (الجريري عن أبي عبد الله) حميري بن بشير، وقيل حميد بن بشير (الجسري) نسبة إلى بني جسر وهم بطن (من) بني (عنزة) وقضاعة وهو جسر بن تيم بن القدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن ضرار بن معد بن عدنان، كذا ذكره السمعاني وآخرون اه نووي، وهو من ثقات التابعين، ولم يسمع من أبي ذر وأبي الدرداء، أخرج عنه البخاري في الأدب المفرد ولم يُخرج عنه في الصحيح (عن عبد الله بن الصامت) الغفاري البصري (عن أبي ذر) الغفاري رضي الله عنه. وهذا السند من سباعياته، غرضه بيان متابعة شعبة لوهيب بن خالد (قال) أبو ذر (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبرك بأحب الكلام) وأكثره أجرًا (إلى الله) أي عند الله تعالى، وألا هنا للعرض لدخولها على الجملة الفعلية، قال أبو ذر: (قلت: يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله؛ فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده).

قال القرطبي: وهذا الحديث يعارضه قوله في حديث أبي هريرة المتقدم في فضل التهليل: "ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك" وقوله: "أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبل لا إله إلا الله" رواه مالك في الموطإ والترمذي أيضًا وقد تقدم في حديث سمرة بن جندب قوله صلى الله عليه وسلم: "أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لا يضرك بأيتهن بدأت" رواه أحمد وابن ماجه، فقد مضى هذا الحديث بان الأربعة متساوية في الأفضلية والأحبية من غير مراعاة تقديم بعضها على بعض ولا تأخيره وأن التسبيح وحده لا ينفرد بالأفضلية ولا التهليل وحده أيضًا لا ينفرد بها وإذا ثبت ذلك فحيث أطلق أن أحد هذه الأذكار أفضل الكلام أو أحبه إنما يراد إذا انضمت إلى أخواتها الثلاث المذكورة في هذا الحديث إما مجموعة في اللفظ أو في القلب بالذكر لأن اللفظ إذا دل على واحد منها بالمطابقة دل على سائرها

<<  <  ج: ص:  >  >>