ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦٧٦٤ - (٠٠)(٠٠)(حَدَّثني أبو الطاهر) أَحْمد بن عمرو بن سرح الأُموي المصري (أخبرنا) عبد الله (بن وهب) بن مسلم القُرشيّ المصري (أخبرني معاوية وهو ابن صالح) بن حدير بالمهملة مصغرًا الحضرمي أبو عبد الرَّحْمَن الحمصي، صدوق، من (٧) روى عنه في (٨) أبواب (عن ربيعة بن يزيد) الدِّمشقيّ أبي شعيب الإياديّ القصير الدِّمشقيّ، ثِقَة، من (٤) روى عنه في (٧) أبواب (عن أبي إدريس الخولاني) العوذي عائذ الله بن عبد الله بن عمرو الشَّاميّ، ثِقَة، من (٣) روى عنه في (٧) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة أبي إدريس الخولاني لأبي عبيد المدنِيُّ (عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: لا يزال) الدعاء (يستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثم) فيدخل في الإثم كل ما يأثم به من الذنوب صغيرة كانت أو كبيرة (أو قطيعة رحم) من ذكر الخاص بعد العام اهتمامًا بشأنه ويدخل في قطيعة الرَّحم جميع حقوق المسلمين ومظالمهم، وقد بينا أن الرَّحم قسمان: رحم الإِسلام ورحم القرابة (ما لم يستعجل) ويمل من إجابته وينقطع رجاؤه منها (قيل: يَا رسول الله) ولم أر من ذكر اسم القائل (ما الاستعجال) أي ما معنى الاستعجال في الدعاء (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: الاستعجال في الدعاء أن (يقول) الداعي (قد دعوت) الله سبحانه مرة (وقد دعوت) أخرى (فلم أر) الدعاء (يستجاب لي فيستحسر) ويمل من الإجابة وينقطع رجاؤه فيها (عند ذلك) أي عندما قال ذلك (ويدع الدعاء) أي يتركه لانقطاع أمله فيها. قال أهل اللغة: يقال: حسر واستحسر إذا أعيا وعجز وانقطع عن الشيء وملَّ عنه ومنه حسر البعير إذا أعيا في الطريق والمراد هنا ينقطع عن الدعاء ومنه قوله تعالى: {لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ