للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٧٦٣ - (٠٠) (٠٠) حَدَّثني عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ لَيْثٍ. حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي. حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. وَكَانَ مِنَ الْقُرَّاءِ وَأَهْلِ الْفِفهِ. قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يقول: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ ربي فَلَمْ يَسْتَجِبْ لي"

ــ

٦٧٦٣ - (٠٠) (٠٠) (حدثني عبد الملك بن شعيب بن ليث) بن سعد الفهمي نسبة إلى فهم بن عمرو المصري، ثِقَة، من (١١) روى عنه في (١١) بابًا (حَدَّثني أبي) شعيب بن ليث، ثِقَة، من (١٠) روى عنه في (١١) بابًا (عن جدي) ليث بن سعد الفهمي المصري عالمها قرين مالك (حَدَّثني عقيل بن خالد) بن عقيل الأُموي المصري، ثِقَة، من (٦) عن) محمَّد بن مسلم (بن شهاب) الزُّهْرِيّ المدنِيُّ، ثِقَة، من (٤) (أنَّه قال: حَدَّثني أبو عبيد) سعد بن عبيد (مولى عبد الرَّحْمَن بن عوف وكان) أبو عبيد (من القراء وأهل الفقه) أي من قراء أهل المدينة وفقهائها (قال) أبو عبيد: (سمعت أَبا هريرة يقول) رضي الله عنه. وهذا السند من سباعياته، غرضه بيان متابعة عقيل بن خالد لمالك بن أنس في الرواية عن ابن شهاب (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يُستجاب) الدعاء (لأحدكم ما لم يعجل) أي ما لم يستعجل إجابتها (فيقول) في استعجالها (قد دعوت ربي) كذا وكذا (فلم يستجب لي) ربي دعائي، قال القرطبي: ويستفاد من هذا استدامة الدعاء وترك اليأس من الإجابة ودوام رجائها واستدامة الإلحاح في الدعاء فإن الله تعالى يحب الملحّين عليه في الدعاء، وكيف لا، والدعاء مخ العبادة وخلاصة العبودية والقائل قد دعوت فلم أر يستجاب لي ويترك يكون قانطًا من رحمة الله وفي صورة الممتن بدعائه على ربه ثم إنه جاهل بالإجابة فإنَّه يظنها إسعافه في عين ما طلب فقد يعلم الله تعالى أن في عين ما طلب مفسدة فيصرف عنها فتكون إجابته في الصرف، وقد يعلم الله تعالى أن تأخيره إلى وقت آخر أصلح للداعي وقد يؤخره لأنه سبحانه يحب استماع دعائه ودوام تضرعه فتكثر أجوره حتَّى يكون ذلك أعظم وأفضل من عين المدعو به لو قضى له، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "ما من داع يدعو إلَّا كان بين إحدى ثلاث إما أن يستجاب له واما أن يدخر وإما أن يكفّر" رواه التِّرْمِذِيّ [٣٥٦٨] ثم بعد هذا كله فإجابة الدعاء وإن وردت في مواضع من الشرع مطلقة فهي مقيدة بمشيئته كما قال تعالى: {فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ} [الأنعام/ ٤١] اه من المفهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>