ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء السابع من الترجمة وهو استجابة الدعاء ما لم يعجل الداعي بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦٧٦٢ - (٢٧١٣)(٦٢)(حدثنا يحيى بن يحيى) التميمي (قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب عن أبي عبيد) مصغرًا سعد بن عبيد (مولى) عبد الرحمن (بن أزهر) ويقال له مولى عبد الرحمن بن عوف لأنهما ابنا عم كان من فقهاء أهل المدينة القرشي الزهري المدني، ثقة، من (٢) روى عنه في (٥) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يستجاب) الدعاء (لأحدكم ما لم يعجل) أي ما لم يستعجل في إجابته (فيقول: قد دعوت) الله تعالى (فلا) يستجاب الدعاء لي (أو) يقول أحدكم: دعوت الله تعالى (فلم يستجب لي) الدعاء.
واعلم أن إجابة الدعاء يكون بإحدى الطرق الثلاث إما أن يعطى الداعي بعين ما طلبه، أو يعطى ما هو أفضل منه في الدنيا، أو يدخر له ثواب الدعاء في الآخرة فيكون أفضل مما طلبه فمن لم يحصل له في الدنيا ما طلبه بالدعاء لا ينبغي له أن يقول لم يستجب لي لأنه يحتمل أن يتأخر مطلوبه لمصلحة الله أعلم بها، ويحتمل أن يكون قد أُعطي أفضل من مطلوبه في الدنيا والآخرة فقوله لم يستجب لي كأنه يعتب على الله عز وجل والعياذ بالله جراءة في جانب الله تعالى تحرمه من كل واحد من الطرق الثلاث في إجابة الدعاء.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٢/ ٤٨٧]، والبخاري في الدعوات باب يستجاب للعبد ما لم يعجل [٦٣٤٠]، وأبو داود في الصلاة باب الدعاء [١٤٨٤]، والترمذي في الدعوات باب (١٤٥) حديث [٣٦٠٢ و ٣٦٠٣]، وابن ماجه في الدعاء باب يستجاب لأحدكم ما لم يعجل [٣٨٩٨].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال: