الدنيا الفقراء إخبارًا عن الحال وليس الفقر أدخلهم الجنة وإنما دخلوها بصلاحهم مع الفقر فإن الفقير إذا لم يكن صالحًا لا يفضل، وتعقبه الحافظ في الفتح [١١/ ٢٨٠] فقال: ظاهر هذا الحديث التحريض على ترك التوسع من الدنيا كما أن فيه تحريف النساء على المحافظة على أمر الدين لئلا يدخلن النَّار. وقد أطال الحافظ قبل ذلك في تحقيق أفضلية الفقر على الغنى أو العكس والحق أن المدار وإن كان على الأعمال الصالحة دون خصوص الفقر أو الغنى لكن الغنى ربما يجر إلى المعصية والطغيان والفقر يؤدي إلى الإنابة والعبادة والتواضع لله تعالى فالأفضل أن لا يتوسع المرء في اختيار الغنى إلَّا بما لا بد منه لحاجته والله أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخَارِيّ في مواضع منها في الرقاق باب فضل الفقر [٦٤٤٩] وباب صفة الجنة والنار [٦٥٤٦]، والتِّرمذيّ في صفة جهنم باب ما جاء أن أكثر أهل النَّار النساء [٢٦٠٥ و ٢٦٠٦].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
٦٧٦٧ - (٠٠)(٠٠)(وحدثناه إسحاق بن إبراهيم) الحنظلي (أخبرنا) عبد الوهَّاب بن عبد المجيد (الثَّقَفيّ) البَصْرِيّ، ثِقَة، من (٨)(أخبرنا أَيُّوب) السختياني، غرضه بيان متابعة الثَّقَفيّ إسماعيل بن إبراهيم وساق الثَّقَفيّ (بهذا الإسناد) يعني عن أبي رجاء عن ابن عباس "مثله".
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في هذا الحديث فقال:
٦٧٦٨ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنا شيبان بن فروخ) الحبطي الأبلي، صدوق، من (٩)(حدثنا أبو الأشهب) العطاردي جعفر بن حيان البَصْرِيّ نسبة إلى جده عطارد بضم ففتح، ثِقَة، من (٦) روى عنه في (٦) أبواب (حَدَّثَنَا أبو رجاء) العطاردي (عن ابن عباس أن