الدنيا) وزخارفها (حلوة) المذاق (خضرة) المنظر، قال النووي: يحتمل أن المراد به شيئان أحدهما حسنها للنفوس ونضارتها ولذتها كالفاكهة الخضراء الحلوة فإن النفوس تطلبها طلبًا حثيثًا فكذا الدنيا، والثاني سرعة فنائها كالشيء الأخضر في هذين الوصفين (وإن الله) سبحانه (مستخلفكم فيها) أي جاعلكم خلفاء في الأرض عن القرون الذين قبلكم (فينظر كيف تعملون) فيها أي فينظر هل تعملون بطاعته أم بمعصيته وشهواتكم (فاتقوا الدنيا) أي فاجتنبوا فتنة الدنيا وقوا أنفسكم من الافتتان بها (واتقوا النساء) أي قوا أنفسكم من الافتتان بهن وتدخل في النساء الزوجات وغيرهن وأكثرهن فتنة الزوجات لدوام فتنتهن وابتلاء أكثر النَّاس بهن اه نووي (فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) ففي هذا إشارة إلى ما وقع في أرض بلعام في عهد موسى عليه السلام حيث أشار بلعام على قومه بأن يرسلوا النساء إلى عسكر بني إسرائيل ففعلوا وزنى بهن بعض بني إسرائيل فابتلوا بالطاعون، وأيضًا إن فتنة ابني آدم كانت من قبل النساء اه أبي (وفي حديث ابن بشار) وروايته لفظة (لينظر كيف تعملون).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث التِّرْمِذِيّ في الفتن باب ما أخبر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى يوم القيامة [٢١٩١]، وابن ماجه في الفتن باب فتنة النساء [٤٠٤٨].
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثاني من الترجمة وهو قصة أصحاب الغار والتوسل بصالح الأعمال بحديث ابن عمر رضي الله عنهما فقال:
٦٧٧٧ - (٢٧٢٠)(٧٠)(حَدَّثني محمَّد بن إسحاق) بن محمَّد بن عبد الرَّحْمَن المخزومي (المسيبي) أي المنسوب إلى جده المسيّب بن أبي السائب أبو عبد الله المدنِيُّ نزيل بغداد، ثِقَة، من (١٠) روى عنه في (٤) أبواب (حَدَّثني أنس يعني ابن عياض) بن