للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَبَا ضَمْرَةَ)، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ: "بَينَمَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَتَمَشَّوْنَ أَخَذَهُمُ الْمَطَرُ. فَأَوَوْا إلى غَارٍ في جَبَلٍ. فَانْحَطَّتْ َعَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ، فَانْطَبَقَتْ عَلَيهِمْ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتمُوها صَالِحَةً لله، فَادْعُوا الله تَعَالَى بِهَا،

ــ

نضرة الليثيّ (أَبا نضرة) المدنِيُّ، ثِقَة، من (٨) روى عنه في (١١) بابًا (عن موسى بن عقبة) بن أبي عياش الأسدي مولاهم المدنِيُّ، ثِقَة، من (٥) روى عنه في (١٠) أبواب (عن نافع) مولى ابن عمر (عن عبد الله بن عمر) رضي الله عنهما (عن رَسول الله صلى الله عليه وسلم) وهذا السند من خماسياته (أنَّه صلى الله عليه وسلم قال: بينما ثلاثة نفر) ممن كان قبلكم، ذكر الحافظ في الفتح [٦/ ٥٠٦] أنَّه لم يقف على أسمائهم (يتمشون) خبر لثلاثة وهو مبتدأ، والجملة الاسمية مضاف إليها لبينما، وجملة (أخذهم المطر) جواب بينما أي بينما أوقات مشي ثلاثة أنفار في الطريق أخذهم المطر ومنعهم من الرجوع إلى مساكنهم، وفي حديث أبي هريرة عند ابن حبان والبزار أنهم خرجوا يرتادون لأهليهم أي يمتارون الطعام لهم، قوله: (فأووا) وقد مر أنَّه يمد ويقصر أي فانضموا (إلى غار في جبل) معطوف على أخذهم قيل: إن هذا الغار هو الذي يسمى بالرقيم وهو الذي ذكره القرآن الكريم في قصة أصحاب الكهف والذي يدل على ذلك ما أخرجه البَزَّار والطبراني بإسناد حسن عن النُّعمان بن بشير أنَّه سمع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يذكر الرقيم قال: انطلق ثلاثة فكانوا في كهف فوقع الجبل .. فذكر الحديث راجع الفتح (فانحطت) أي سقطت (على فم غارهم) الذي دخلوه (صخرة من الجبل فانطبقت) أي سدت (عليهم) فم الغار، وزاد الطَّبْرَانِيّ في حديث النُّعمان بن بشير من وجه آخر (إذ وقع حجر من الجبل مما يهبط من خشية الله حتَّى سد فم الغار (فقال بعضهم لبعض: انظروا) أي تذكروا (أعمالًا عملتموها صالحة) صفة لأعمالًا أي أعمالًا صالحة عملتموها (لله) أي لوجه الله تعالى ورضاه (فادعوا الله تعالى بها) أي بتلك الأعمال الفرج مما أنتم فيه؛ أي فادعوا الله متوسلين بتلك الأعمال الصالحة، وفيه دليل على أنَّه يستحب للإنسان أن يدعو في حال كربه وفي الاستقساء وغيره بصالح عمله ويتوسل إلى الله تعالى به لأن هؤلاء دعوه فاستجيب لهم وذكرهم الله تعالى في معرض الثناء عليهم وجميل فضائلهم اه

<<  <  ج: ص:  >  >>