تكملة (لعل الله يفرجها) أي نرجو الله تعالى أن يفرج ويفتح هذه الصخرة (عنكم) أيها الأنفار بفضله وكرمه وإغاثته لكم (فقال أحدهم) أي أحد الثلاثة: (اللهم إنه) أي إن الشأن والحال (كان لي والدان) أي أبوان (شيخان) أي بالغان سن الشيخوخة (كبيران) أي بالغان غاية من الكبر والهرم (و) كانت لي (امرأتي) أي زوجتي أَيضًا (ولي) أَيضًا (صبية) جمع صبي أي أطفال (صغار) وكنت (أرعى) المواشي وأحفظها في المراعي لترعى (عليهم) أي لأجل تحصيل لبن قوتهم (فإذا أرحت) أي رددت ورجعت المواشي (عليهم) أي على هؤلاء العيال المذكورين في الرواح أي آخر النهار وأول الليل عند منزلي (حلبت) اللبن منها (فبدأت) في سقيهم اللبن بوالديّ أي بأبي وأمي (فسقيتهما) اللبن (قبل) سقي (بني) وأولادي الصغار (وأنه) أي وأن الشأن والحال (نأى) وبعد (بي ذات يوم) أي يومًا من الأيام (الشجر) أي طلب الشجر الذي ترعاه المواشي، وفي بعض النسخ ناء بي وهما لغتان وقراءتان ومعناهما واحد أي أبعدني طلبه عن المنزل (فلم آت) أي فلم أرجع إلى عيالي (حتَّى أمسيت) أي حتَّى دخلت في المساء أي في أوائل الليل، والمعنى أنَّه استطرد وذهب مع غنمه في الرعي إلى أن بعُد مع غنمه عن مكانه المعتاد في الرعي زيادة على العادة وذهب إلى أشجار بعيدة فلذلك أبطأ في الرجوع إلى منزله، وفي حديث علي رضي الله عنه عند البَزَّار فإن الكلأ تنأى عليّ أي تباعد والكلأ: المرعى فرجعت إلى المنزل في أوائل الليل (فوجدتهما) أي فوجدت والديّ ورأيتهما (قد ناما) أي قد استغرقا في النَّوم (فحلبت) اللبن لهما (كما كنت أحلب) اللبن لهما أولًا (فجئت بالحلاب) بكسر الحاء الإناء الذي يُحلب فيه يسع حلبة ناقة ويقال له: المحلب بكسر الميم قال القاضي: وقد يراد بالحلاب هنا اللبن المحلوب كما يقال: الخراف لما يخرف من النخل من فاكهة (فقمت عند رؤوسهما) طول الليل حالة كوني (أكره أن أوقظهما من نومهما وأكره أن أسقي الصبية قبلهما) أي قبل شربهما (والصبية) أي والحال