معاذ بن معاذ (حَدَّثَنَا أبو يونس) حاتم بن أبي صغيرة مسلم القشيري الباهليّ البَصْرِيّ، ثِقَة، من (٦) روى عنه في (٦) أبواب (عن سماك) بن حرب بن أوس الذُّهليّ الكُوفيّ، صدوق، من (٤) روى عنه في (١٤) بابًا (قال) سماك: (خطب النُّعمان بن بشير) الأَنْصَارِيّ الخزرجي المدنِيُّ رضي الله عنهما. وهذا السند من خماسياته؛ أي وعظ النَّاس (فقال) في خطبته: (لله أشد فرحًا بتوبة عبده من) فرح (رجل حمل زاده) أي طعامه وشرابه (ومزاده) أي قربته العظيمة سميت بذلك لأنه يزاد فيها من جلد آخر (على بعير ثم سار حتَّى) إذا (كان بفلاة) أي بمفازة (من الأرض فأدركتُه) الفاء زائدة في جواب إذا المقدرة أي حتَّى إذا كان في أرض صحراء أدركته (القائلة) هو مصدر جاء على وزن فاعلة يقال: قال يقيل قائلة وقيلولة إذا نام استراحة في وسط النهار (فنزل) من بعيره (فقال) أي استراح (تحت شجرة فغلبته عينه) فنام (وانسل بعيره) أي ذهب في خفية (فاستيقظ) من نومه (فسعى) أي عدا وأجرى برجله وطلع (شرفًا) أي مكانًا مرتفعًا لينظر منه هل يرى بعيره أم لا؟ (فلم ير شيئًا) أي لا بعيرًا ولا غيره، قال القاضي: يحتمل أنَّه أراد بالشرف هنا الطلق والغلوة كما في الحديث الآخر "فاستنت شرفًا أو شرفين" قال: ويحتمل أن المراد هنا الشرف من الأرض أي المكان المرتفع منها لينظر منه هل يراه؟ قال: وهذا أظهر وأوضح هنا كما قررناه في حلنا (ثم سعى) وعدا وطلع (شرفًا) أي مكانًا مرتفعًا طلوعًا (ثانيًا) أو مكانًا ثانيًا (فلم ير شيئًا) أصلًا أي بعيرًا ولا غيره (ثم سعى) وعدا وطلع (شرفًا) أي مكانًا مرتفعًا طلوعًا (ثالثًا) أو مكانًا ثالثًا (فلم ير شيئًا) أصلًا (فأقبل) أي نزل من الشرف ورجع أي ذهب (حتَّى أتى مكانه الذي قال) واستراح (فيه) أولًا (فبينما هو) أي ذلك الرَّجل (قاعد) أي جالس متحير في شأنه (إذ) فجائية رابطة لجواب بينما (جاءه بعيره) حالة كون البعير (يمشي) على مهله أي فبينا أوقات