قعوده فاجأه مجيء بعيره، حالة كونه يمشي على مهله فدنا البعير منه (حتَّى وضع) وأسقط (خطامه) وزمامه الذي يُقاد به (في يده) أي في يد الرَّجل (فلله) برفع الجلالة على الابتداء كما مر (أشد) أي أكثر (فرحًا بتوبة العبد) المؤمن (من) فرح (هذا) الرَّجل (حين وجد بعيره) حالة كونه (على حاله) أي عليه زاده ومزاده، قال أبو يونس:(قال) لنا (سماك) بن حرب حين روى لنا هذا الحديث (فزعم الشعبي) عامر بن شراحيل (أن النُّعمان) بن بشير (رفع هذا الحديث إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم) قال سماك: (وأما أنا فلم أسمعه) أي لم أسمع النُّعمان بن بشير رفع هذا الحديث إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بل حدثه موقوفًا عليه كما ذكره سابقًا، وهذا الكلام يدل على أن هذا الحديث موقوف على النُّعمان بن بشير على رواية سماك، ومرفوع على رواية الشعبي ولم يخرجه أحد من الأئمة الستة سوى مسلم رحمه الله تعالى وكان النُّعمان بن بشير رضي الله عنهما سمع هذا الحديث المرفوع فرواه لسماك من غير أن ينسبه إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كما كان كثير من الصَّحَابَة والتابعين يفعلون ذلك، ورواه للشعبي مرفوعًا والله سبحانه وتعالى أعلم.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث أبي هريرة بحديث البراء بن عازب رضي الله عنهما فقال:
٦٧٨٧ - (٢٧٢٤)(٧٤)(حَدَّثَنَا يحيى بن يحيى) التَّمِيمِيّ النَّيْسَابُورِيّ (وجعفر بن حميد) القُرشيّ أو العبسي بموحدة نسبة إلى عبس بن بعيض بن قيس غيلان أبو محمَّد الكُوفيّ، روى عن عبيد الله بن إياد في التوبة، ويعقوب القمي نسبة إلى قم بتشديد الميم مدينة بين ساوة وأصبهان، ويروي عنه (م) فرد حديث مقرونًا بيحيى بن يحيى وأبو يعلى والحسن بن سفيان، وثقه أبو حاتم وابن حبان، وقال في التقريب: ثِقَة، من العاشرة،