للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ "أَنَّ رَجُلًا فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ. رَاشَهُ الله مَالًا وَوَلَدًا. فَقَالَ لِوَلَدِهِ: لَتَفْعَلُنَّ مَا آمُرُكُمْ بِهِ. أَوْ لأُوُلِّيَنَّ مِيرَاثِي غَيْرَكُمْ. إِذَا أنا مُتُّ، فَأَحْرِقُونِي، (وَأَكثَرُ عِلْمِي أنَّهُ قَالَ): ثُمَّ اسْحَقُونِي. وَاذْرُونِي في الرِّيحِ. فَإِنِّي لَمْ أَبْتَهِرْ عِندَ اللهِ خَيرًا،

ــ

بفتح النُّون والهاء المشددة، ثِقَة، من (٤) روى عنه في (٢) بابين البيوع والتوبة كما مر (يقول) عقبة: (سمعت أَبا سعيد الخُدرِيّ يحدّث عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم) وهذا السند من سداسياته (أن رجلًا) كان (فيمن كان قبلكم) من الأمم، لم أر من ذكر اسم هذا الرَّجل (راشه الله) سبحانه وتعالى أي أعطاه الله (مالًا وولدًا) قال النووي: هذه اللفظة رويت بوجهين في صحيح مسلم أحدهما راشه، والثاني "رأسه" أي جعله رئيسًا وغنيًا بالمال والأولاد، قال القاضي: والأول هو الصواب وهو رواية الجمهور؛ ومعناه أعطاه الله مالًا وولدًا، قال: ولا وجه للمهملة، وفي النهاية راشه يريشه إذا أحسن إليه فكل من أوليته خيرًا فقد رشته ومنه هذا الحديث هنا (فقال لولده) اسم جنس بمعنى الأولاد بدليل ما بعده أي قال لأولاده، والولد بفتحتين كل ما ولده شيء ويطلق على الذكر والأنثى والمثنَّى والمجموع فهو فعل بمعنى مفعول وهو مذكر وجمعه أولاد، والولد وزان قفل لغة فيه وقيل: تجعل المضموم جمع المفتوح مثل أُسْدٍ جمع أَسَدَ اه مصباح، والله (لتفعلن) بصيغة المضارع المسند إلى ضمير الجمع مع اتصال نون التوكيد الثقيلة به أصله لتفعلونن حذفت نون الرفع لتوالي الأمثال، وواو الجمع لالتقاء الساكنين فصار لتفعلن والسلام موطئة للقسم كما هو مقرر في محله أي والله لتفعلن يَا أولادي (ما آمركم به) من إحراقي (أو لأولين) من التولية بمعنى الإعطاء أي أو لأعطين (ميراثي) أي تركتي (غيركم) ممن لا يرثني أي اختاروا بين الأمرين إما فعل ما أمركم به أو إعطاء ميراثي لغيركم ليفعل بي ما آمره به من الإحراق، وقوله: (إذا أنا من) بضم التاء المشددة بيان لما يأمرهم به أي وذلك الذي آمركم به هو إذا أنا توفيت ومت (فأحرقوني) قال شعبة: (وأكثر علمي) روي بالمثلثة وبالموحدة أي أغلب ظني (أنَّه) أي أن قتادة (قال ثم اسحقوني) أي دقوني أي دقوا رمادي (واذروني) أي انثروني وارموني (في الريح فإنِّي لم أبتهر) أي لم أدخر (عند الله خيرًا) أي عملًا صالحًا، قال الأبي: كذا هو الأكثر بالهاء، وعند ابن ماهان (لم أبتئر) بالهمز بعد التاء وهو المعروف والهاء في ابتهر مبدلة من

<<  <  ج: ص:  >  >>