ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث أبي موسى الأَشْعريّ رضي الله تعالى عنهما فقال:
٦٨١٦ - (٢٧٣٧)(٨٨)(حَدَّثَنَا محمَّد بن المثنَّى حَدَّثَنَا محمَّد بن جعفر) الهذلي (حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة) بن عبد الله بن طارق الهمداني الأعمى الكُوفيّ، ثِقَة، من (٥) روى عنه في (١٣) بابًا (قال) عمرو: (سمعت أَبا عبيدة) عامر بن عبد الله بن مسعود الهذلي الكُوفيّ، ثِقَة، من (٣) روى عنه في (٤) أبواب (يحدث عن أبي موسى) الأَشْعريّ رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته (عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عَزَّ وَجَلَّ يبسط) ويمد (يده) المقدسة بسطًا يليق به (بالليل) أي في الليل (ليتوب مسيء النهار) أي المذنب في النهار (ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتَّى تطلع الشَّمس من مغربها){لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}[الأنعام/ ١٥٨]. وهذا الحديث من أحاديث الصفات نجريه على ظاهره ولا نؤوله كما أوّله المؤولون كما هو المذهب الصحيح الذي عليه السلف الصالح فنقول: فبسط الله عَزَّ وَجَلَّ يده المقدسة صفة ثابتة له نثبتها ونعتقدها لا نؤولها ولا نكيفها ولا نمثلها ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، يعني أن التوبة تصح وتقبل دائمًا إلى الوقت الذي تطلع فيه الشَّمس من حيث تغرب فإذا كان ذلك طبع على كل قلب بما فيه ولن تنفع توبة أحد، وهذا معنى قوله تعالى:{يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}[الأنعام/١٥٨] وسر ذلك وسببه أن ذلك من أول يوم القيامة فإذا شوهد ذلك وعوين حصل الإيمان الضروري وارتفع الإيمان بالغيب الذي هو المكلف به اه من المفهم، قال ابن ملك: مفهوم هذا الحديث لا تقبل التوبة بعد طلوع الشَّمس من مغربها إلى يوم القيامة، وقيل: هذا مخصوص بمن شاهد طلوعها فمن ولد بعد ذلك أو بلغ وكان كافرًا وآمن أو مذنبًا فتاب يقبل إيمانه وتوبته لعدم المشاهدة كذا في المرقاة اه