(دون أن أمسها) أي دون مسها وجماعها أي استمتاعًا غير الجماع بها في الفرج كالقبلة والمعانقة أي لم أجامعها، والمعنى استمتعت بها بالمعانقة والتقبيل وغيره. وقوله:(ما دون أن أمسها) أراد به الجماع فإن المس ربما يستعار لمعنى الجماع ومراده أنَّه استمتع بها دون أن يجامعها (فأنا هذا) الحاضر بين يديك (فاقض) أي فاحكم (فيّ) أي عليّ (ما شئت) من حكم الله تعالى (فقال له) أي للرجل (عمر) بن الخطاب والله (لقد سترك الله) سبحانه على عيبك فـ (لو سترت نفسك) على عيبك فلم تخبر به أحدًا من النَّاس لكان خيرًا لك. فيه دليل على أن من صدر منه مثل ذلك لا يجب عليه أن يخبر به الحاكم أو أحدًا غيره بل يتوب إلى الله سبحانه ويستر على نفسه (قال) ابن مسعود: (فلم يرد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم) على الرَّجل (شيئًا) من الجواب (فقام الرَّجل فانطلق) أي فذهب من مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم (فأتبعه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رجلًا) آخر (دعاه) وطلبه بالرجوع إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أي أرسل وراءه رسولًا يأمره بالرجوع إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فرجع إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (وتلا) أي قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (عليه) أي على ذلك الرَّجل الذي قبَّل المرأة بعد رجوعه إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (هذه الآية) يعني قوله تعالى: (أقم الصلاة طرفي النهار) لأن الله تعالى أنزل هذه الآية بعد انصرافه بسبب سؤاله عن حكمه وإقامة الصلاة القيام بفعلها على سنتها وهيئاتها المشروعة فيها والمثابرة عليها (وزلفًا من الليل) بفتح اللام على قراءة الجماعة وهي الساعات المتقاربة جمع زلفة وهي القربة والمنزلة، وقرأها يزيد بضم اللام وابن محيصن بسكونها (إن الحسنات يذهبن السيئات) يعني الصلوات الخمس كما قد جاء مفسرًا عنه صلى الله عليه وسلم قاله الطبري، وقال مجاهد: هي (لا إله إلَّا الله، والله أكبر، والحمد لله)[قلت]: واللفظ بحكم عمومه صالح لما قالاه ولزيادة عليه كما قال صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" رواه أَحْمد ومسلم