(عن قتادة) بن دعامة (عن أبي الصدّيق) بوزن سكتتين الناجي بالنُّون والجيم بكر بن عمرو أو ابن قيس البَصْرِيّ، ثِقَة، من (٣) روى عنه في (٢) بابين الصلاة والتوبة (عن أبي سعيد الخُدرِيّ) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته (أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان فيمن كان قبلكم) من الأمم، وفي رواية شعبة عند البُخَارِيّ: كان في بني إسرائيل (رجل قتل تسعة وتسعين نفسًا) فندم على قتله (فسأل) ذلك الرَّجل النَّاس (عن أعلم أهل الأرض فدُلّ) بصيغة المجهول أي دله النَّاس (على راهب) أي على عابد من رهبان النصارى وعبادةم، واستنبط الحافظ في الفتح [٦/ ٥١٧] من لفظ الراهب أن ذلك كان بعد رفع عيسى عليه السلام لأن الرهبانية إنما ابتدعه أتباعه بعد رفعه إلى السماء كما دل عليه القرآن الكريم (فأتاه) أي فأتى القاتل الراهب (فقال) للراهب: (إنه قتل تسعة وتسعين نفسًا فهل له من توبة) عند الله تعالى (فقال) الراهب للقتَّال: (لا) توبة لك (فقتله) أي قتل الراهب (فكمل به) أي بالراهب (مائة) نفس مقتولة، وأخذ بعضهم من قوله:(لا) أن هذا الراهب لم يكن عالمًا وإنما أفتى بغير علم، ورد عليه الأبي باحتمال أن يكون في توبة القاتل خلاف في شريعتهم كما هو عندنا فأفتاه الراهب بقول من يقول منهم لا توبة للقاتل وعلى كل حال فجواب الراهب كان على خلاف المصلحة لأنه وإن كانت المسألة مجتهدًا فيها لم يكن له أن يقطع بعدم صحة توبته ويوقعه في اليأس بعد ما ظهر ندمه على فعله (ثم) بعد ما قتل الراهب (سأل) النَّاس مرة ثانية (عن أعلم أهل الأرض فدُلّ) بالبناء للمجهول أي دله النَّاس (على رجل عالم) فذهب إليه (فقال) القتّال للرجل العالم (إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال) الرَّجل العالم له: (نعم) له توبة (ومن) أي ومن الذي (يحول) ويحجز (بينه) أي بين ذلك القتّال (وبين التوبة انطلق) أي اذهب أيها القتّال إن أردت التوبة (إلى أرض كذا وكذا فإن بها) أي بتلك الأرض (أناسًا