للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ. فَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِمُ الَّذِي يُرِيدُ. وَالْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرٌ. وَلَا يَجْمَعُهُمْ كِتَابُ حَافِظٍ، (يُرِيدُ بِذلِكَ الدِّيوَانَ)، قَالَ كَعْبٌ: فَقَلَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَعيَّبَ، يَظُنُّ أَنَّ ذلِكَ سَيَخْفَى لَهُ مَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ وَحْيٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ

ــ

ويستعدوا لهذا السفر بما يتيسر لهم، أي جلا لهم أمرهم (ليتأهبوا) أي ليأخذوا (أهبة غزوهم) بضم الهمزة وسكون الهاء وهي ما يحتاج إليه الإنسان في سفره وحرمه اه دهني. أي مؤنة غزوهم وسفرهم بأخذ ما يحتاجون إليه في سفرهم ذلك من زاد ومزادة وعدة وسلاح (فأخبرهم) رسول الله (بوجههم) أي بمقصدهم (الذي يريد) هـ بهم (والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير) وسيأتي في رواية معقل عن الزهري أنهم يزيدون على عشرة آلاف، وللحاكم في الإكليل من حديث معاذ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة زيادة على ثلاثين ألفًا، وبهذه العدة جزم ابن إسحاق، وأورده الواقدي بسند آخر موصول وزاد: إنه كان معه عشرة آلاف فرس، فتحمل رواية معقل على إرادة عدد الفرسان اه فتح الباري [٨/ ١١٨] (ولا يجمعهم) أي لا يجمع المسلمون لكثرة عددهم كتاب حافظ) بإضافة الأول إلى الثاني في رواية مسلم أي حسابُ شخص ماهر في الحساب، ورواية البخاري (كتاب حافظ) بالتنوين فيهما على كون الثاني وصفًا للأول وفسره الزهري بقوله: (يريد) كعب (بذلك) الكتاب (الديوان) أي الدفتر الذي يجمع فيه أسماء الجيش والديوان بكسر الدال على المشهور وحكي فتحها وهو فارسي معرب وقيل عربي اه أُبي. والمعنى لم يكن هناك كتاب أو ديوان تسجل فيه أسماء المشاركين في الغزوة (قال كعب) بن مالك: (فقل رجل) منهم (يريد أن يتغيب) من الجيش إلَّا (يظن) أي إلَّا ظن ذلك الرجل (أن ذلك) الغياب (سيخفى له) لعدم تسجيل الأسماء ولكثرة الجيش (ما لم ينزل فيه) أي في غيابه (وحي من الله عز وجل) وقوله: (يظن) هكذا هو في رواية مسلم وفيها إسقاط إلَّا كما قدرناه، ورواية البخاري (فقل رجل يريد أن يتغيَّب إلَّا ظن أن سيخفى له ما لم ينزل فيه وحي) بإثبات إلَّا وهي الصحيحة والمعنى أن من كان يريد أن يتغيب عن الغزوة فإنه كان من السهل عليه أن يفعل ذلك لأنه كان يظن أن لا يطلع على غيابه أحد لعدم تسجيل الأسماء إلَّا أن ينزل في ذلك وحي من الله تعالى على رسوله والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>