للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَغَزَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ الْغَزْوَةَ حِينَ طَابَتِ الثِّمَارُ وَالظِّلَالُ. فَأَنَا إِلَيْهَا أَصْعَرُ. فَتَجَهَّزَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ. وَطَفِقْتُ أَغْدُو لِكَيْ أَتَجَهَّزَ مَعَهُمْ. فَأَرْجِعُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا. وَأَقُولُ فِي نَفْسِي: أَنَا قَادِرٌ عَلَى ذلِكَ، إِذَا أَرَدْتُ. فَلَمْ يَزَلْ ذلِكَ يَتَمَادَى بِي حَتَّى اسْتَمَرَّ بِالنَّاسِ الْجِدُّ

ــ

وعبارة القرطبي هنا: قوله: (فقل رجل يريد أن يتغيب يظن أن ذلك سيخفى له) كذا وقع هذا الكلام في سائر روايات مسلم وفي نسخه، وسقط من الكلام (إلَّا) قبل (يظن) وبذكر إلَّا يستقيم الكلام وهي إيجاب بعدما تضمنه (قل) من معنى النفي لأن معنى قوله: (قل رجل) بمعنى ما رجل فكأنه قال: ما رجل يريد أن يتغيب إلَّا ظن أن ذلك سيخفى له اه من المفهم.

(وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزاة) يعني غزوة تبوك (حين طابت) وأدركت (الثمار) ونضجت (و) كثر (الظلال) بتورق الأشجار (فأنا إليها) أي إلى التفرج والتمتع بالثمار والظلال (أصعر) أي أميل بقلبي من باب فتح أي أشد ميلًا إليها من الخروج إلى الغزوة. وقوله: (حين طابت الثمار والظلال) يعني حين كانت الثمار ناضجة على الأشجار وهو موسم كان أهل المدينة يشتاقون إليه لوفور الثمار فيه ولكونها زمن تجارتهم فيها والحصول على الأرباح فيها وهي التي كانت أساس معيشتهم في ذلك الزمان، قوله: (فأنا إليها أصعر) أي أميل، وفي رواية لأحمد فأنا في ذلك أصغو إلى الثمار والظلال (فتجهز) أي تهيأ باستعداد الجهاز (رسول الله صلى الله عليه وسلم و) تجهز (المسلمون معه) صلى الله عليه وسلم (وطفقت) أي شرعت (أغدو) وأبكر من بيتي (لكي أتجهز) للخروج (معهم فأرجع) إلى منزلي (ولم أقض) وأحصل (شيئًا) من جهازي وأهبة سفري (وأقول في نفسي) أي في قلبي (أنا قادر على ذلك) أي على تحصيل جهازي وجمع أهبة سفري (إذا أردت) أي في أي وقت أردت ذلك (ولم يزل ذلك) أي التسويف في جمع جهازي (يتمادى بي) أي يستمر بي ويلازمني ويؤخرني عن الخروج يعني أن تردد رأيي في الخروج والقعود لم يزل يؤخرني عن الخروج (حتى استمر) ولازم (بالناس الجد) بكسر الجيم وضم الدال المشددة على أنه فاعل استمر أي الاجتهاد والاهتمام والاعتناء بالخروج، وأصله استمر الناس بجدهم في الخروج، وفي رواية البخاري (أشتد الناس الجد) والحاصل أن الصحابة غيري جدوا في مسيرهم فخرجوا

<<  <  ج: ص:  >  >>