(فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصباح (غاديًا) أي مبكرًا إلى الخروج (و) أصبح (المسلمون) غادين (معه) صلى الله عليه وسلم أي مبكرين (ولم أقض) أي والحال أني لم أجد ولم أجمع (من جهازي) بفتح الجيم وكسرها أي من أهبة سفري ومؤنته (شيئًا) قليلًا ولا كثيرًا (ثم غدوت) أي خرجت من منزلي مبكرًا لأجمع جهازي (فرجعت) إلى منزلي (و) الحال أني (لم أقض) ولم أجد (شيئًا) من جهازي (فلم يزل ذلك) الغدو والرجوع إلى المنزل بلا قضاء شيء من جهازي (يتمادى بي) أي يستمر بي ويلازمني (حتى أسرعوا) أي حتى أسرع المسلمون في الخروج وبادروا إليه (وتفارط الغزو) أي أهله أي تقدم الغزاة وسبقوا وفاتوا حتى لا يوجد أحد منهم في المدينة، والفرط والفارط المتقدم وجمعه فراط (فهممت) أي فقصدت (أي أرتحل) وأخرج من المدينة (فأدركهم) في الطريق (فيا) هؤلاء (ليتني) أي أتمنى لنفسي لو (فعلت) ذلك أي ارتحالي وإدراكهم (ثم) بعد همي ذلك (لم يقدر) ولم يحكم (ذلك) الارتحال والإدراك (لي) من جهة الله تعالى (فطفقت) أي شرعت وكنت (إذا خرجت) من منزلي (في) زقاق المدينة واطلعت على (الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم) لسفره ذلك، وقوله:(يحزنني) ويؤسفني ويقلقني خبر طفقت أي كنت يحزنني أي يدخل في قلبي الحزن والأسف (أني لا أرى) ولا أبصر (لي أسوة) أي قدوة لي أي فكنت يحزنني عدم وجدان من يكون قدوة لي في القعود إذا خرجت من منزلي في الناس بعد سفر رسول الله صلى الله عليه وسلم (إلا رجلًا مغموصًا) أي مطعونًا (عليه في) دينه بسبب (النفاق) قال العيني: قوله: (إلَّا رجلًا مغموصًا عليه في النفاق) بالغين المعجمة وبالصاد المهملة أي مطعونًا عليه في دينه بالنفاق، وقيل معناه مستحقرًا يقال: غمصت فلانًا إذا استحقرته وكذلك أغمصته اه منه، قال القرطبي: والمغموص المعيب المتهم المستحقر يقال: غمصت فلانًا إذا استحقرته والمعنى إلَّا رجلًا مطعونًا