للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَوْ رَجُلًا مِمَّنْ عَذَرَ اللهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ. وَلَمْ يَذْكُرْنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَلَغَ تَبُوكًا فَقَالَ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي انقَؤمِ بِتَبُوكَ: "مَا فَعَلَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ؟ " قَالَ رَجُلٌ مِن بَنِي سَلِمَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَبَسَهُ بُرْدَاهُ وَالنَّظَرُ فِي عِطْفَيهِ. فَقَالَ لَهُ

ــ

عليه في دينه متهمًا بالنفاق مستحقرًا بين الناس (أو) إلَّا (رجلًا ممن عذر) هـ (الله) تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ورخص له في القعود حالة كونه (من الضعفاء) والمرضى والزمنى والأعمى وغيرهم (ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم) بلسانه ولا بقلبه (حتى بلغ تبوكًا) بالتنوين والنصب كذا في أكثر نسخ مسلم وكذا في البخاري وكأنه صرفه لإرادة الموضع دون البقعة، وفي أكثر الروايات حتى بلغ تبوك غير منصرف لإرادة البقعة (فـ) لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك (قال: وهو) صلى الله عليه وسلم (جالس في القوم) من الصحابة (بتبوك) بعدم الصرف (ما فعل) أي أي شيء فعل (كعب بن مالك) حين تخلّف عنا في المدينة (قال رجل من بني سلمة) بفتح السين وكسر اللام واسم القائل هو عبد الله بن أنيس السلمي بفتح السين واللام قاله الواقدي اه من التنبيه (يا رسول الله حبسه) أي منعه من الخروج معنا (برداه) أي التزين ببرديه ردائه وإزاره (والنظر في عطفيه) بكسر العين وسكون الطاء تثنية عطف بمعنى الجانب أي النظر في جانبي بدنه وكبرهما، وهو إشارة إلى إعجابه بجسمه وبلباسه، قال الهروي: العطفان هما جانبا جسده وقال في موضع آخر ناحيتا عنقه ومنكب الرجل عطفه، وقال المبرد: العطف ما انثنى من العنق، وقال غيره: العرب تضع الرداء موضع البهجة والبهاء ويسمونه عطفًا لوقوعه على عطفي الرجل والمعنى حبسه بهاء لباسه وبهجة جسده، قال القرطبي: البردان يعني بهما الرداء والإزار أو الرداء والقميص وسماها بردين لأن القميص والإزار قد يكونان من برود والبرود ثياب تجلب من اليمن فيها خطوط، ويحتمل أن تسميتهما بردين على طريقة العمرين والبكرين والقمرين، والعطف الجانب وكأن هذا القائل كان في نفسه حقد، ولعله كان منافقًا فنسب كعبًا إلى الزهو والكبر وكانت نسبة باطلة بدليل شهادة العدل الفاضل معاذ بن جبل إذ قال: بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلَّا خيرًا، وفيه جواز الذم والتقبيح للمتكلم في حق المسلم بالعيب والقبيح ونصرة المسلم في حال غيبته والرد عن عرضه اه من المفهم (فقال له) أي لذلك القائل

<<  <  ج: ص:  >  >>