(معاذ بن جبل بئس) أي قبح (ما قلت) من الكلام، قال النووي فيه رد لغيبة المسلم الذي ليس بمنهمك في الباطل ولذا لم ينكر صلى الله عليه وسلم على قائل ذلك اكتفاء بإنكار معاذ اه أبي (والله يا رسول الله ما علمنا عليه) أي على كعب (إلا خيرًا) وإيمانًا خالصًا (فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما هو) صلى الله عليه وسلم (على ذلك) السكوت (رأى) رسول الله صلى الله عليه وسلم (رجلًا مبيضًا) بتشديد الياء المكسورة اسم فاعل من بيض الرباعي فهو مبيض أي أظهر بياض نفسه في السراب أي رجلًا لابسًا الثياب البيض (يزول به السراب) أي يتحرك ويضطرب به السراب، والسراب ما يرى نصف النهار كأنه ماء اه مفهم، قال الطبري: المبيض بكسر الياء لابس البياض والمبيضة والمسودة لابس البياض والسواد (يزول به السراب) أي يتحرك والسراب ما يظهر في الهواجر في البراري كأنه الماء اه سنوسي (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) مخاطبًا لذلك الرجل المبيض الذي رآه (كن) أيها المرئي لنا (أبا خيثمة) قال ثعلب: تقول العرب كن زيدًا أي أنت زيد فمعناه حينئذٍ أنت أبو خيثمة اه نووي، قال القاضي عياض: والأشبه أن كن هنا للتحقق والوجود أي لتوجد يا هذا الشخص أبا خيثمة حقيقة، وهذا الذي قاله القاضي هو الصواب وهو معنى قول صاحب التحرير تقديره: اللهم اجعله أبا خيثمة اه، وقال القرطبي: هذه صيغة أمر ومعناها الخبر أي هو أبو خيثمة، وقيل معناها لتوجد أبا خيثمة واسمه عبد الله وقيل مالك بن قيس، وقيل سعد بن خيثمة وهذا الأخير أخرجه الطبراني من حديثه ولفظه تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت حائطًا فرأيت عريشًا قد رش بالماء ورأيت زوجتي فقلت: ما هذا بإنصاف، رسول الله صلى الله عليه وسلم في السموم والحر وأنا في الظل والنعيم، فقمت إلى ناضح لي وتمرات فخرجت فلما طلعت على العسكر فرآني الناس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كن أبا خيثمة فجئت فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا في الفتح والقسطلاني (فإذا هو) أي الرجل المبيِّض (أبو خيثمة) سعد بن