للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَادِمًا. وَكَانَ، إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ. ثُمَّ جَلَسَ لِلنَّاسِ. فَلَمَّا فَعَلَ ذلِكَ جَاءَهُ الْمُخَلَّفُونَ. فَطَفِقُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ. وَيَحْلِفُونَ لَهُ. وَكَانُوا بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلًا. فَقَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَانِيَتَهُمْ. وَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ. وَوَكَلَ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللهِ. حَتَّى جِئْتُ. فَلَمَّا سَلَّمْتُ، تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ

ــ

وأصبح (رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي صار (قادمًا) المدينة في الصباح أي في أول النهار (وكان) صلى الله عليه وسلم دائمًا (إذا قدم من سفر بدأ بـ) دخول (المسجد) قبل دخول منزله فدخل المسجد (فركع) أي صلى (فيه ركعتين) تحية المسجد (ثم جلس) في المسجد مستعدًا (للناس) المسلمين عليه، قال القرطبي: إنما كان يفعل ذلك ليبدأ بتعظيم بيت الله قبل بيته وليقوم بشكر نعمة الله تعالى عليه في سلامته وليسلم عليه الناس وليسن ذلك في شرعه اه من المفهم (فلما فعل) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذلك) الجلوس في المسجد (جاءه المخلّفون) الذين خلفهم كسلهم ونفاقهم عن غزوة تبوك (فطفقوا) أي شرعوا (يعتذرون) أي يظهرون العذر (إليه) صلى الله عليه وسلم من تخلفهم عن تبوك (ويحلفون له) صلى الله عليه وسلم ليصدقهم في اعتذارهم (وكانوا) أي وكان المتخلفون عنه (بضعة وثمانين رجلًا) من منافقي الأنصار قاله الواقدي، وأن المعذرين من الأعراب كانوا أيضًا اثنين وثمانين رجلًا من غفار وغيرهم، وأن عبد الله بن أبي ومن أطاعه من قومه من غير هؤلاء وكانوا عددًا كثيرًا. والبضع بكسر الموحدة وسكون الضاد المعجمة ما بين ثلاث إلى تسع على المشهور، وقيل إلى الخمس، وقيل ما بين الواحد إلى الأربعة أو من أربع إلى تسع أو سبع وإذا جاوزت لفظ العشر ذهب البضع فلا يقال بضع وعشرون أو يقالى ذلك وهو مع المذكر بهاء ومع المؤنث بغير هاء فتقول بضعة وعشرون رجلًا وبضع وعشرون امرأة ولا يُعكس قاله في القاموس.

(فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم) أي ظواهرهم (وبايعهم) على الإسلام والنصرة له (واستغفر لهم) ما وقع منهم من التخلف (ووكل) بفتحات مع التخفيف أي فوض (سرائرهم إلى الله) تعالى، قال كعب: واستمر صلى الله عليه وسلم جالسًا (حتى جئت) أنا إليه (فلما سلمت) عليه (تبسَّم تبسُّم المنضب) بصيغة اسم

<<  <  ج: ص:  >  >>