للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ قَالَ: "تَعَالَ" فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيهِ. فَقَالَ لِي: "مَا خَلَّفَكَ؟ أَلَمْ تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي، وَاللهِ، لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيرِكَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، لَرَأَيْتُ أَني سَأَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذرٍ. وَلَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلًا. وَلَكِنِّي، وَاللهِ، لَقَدْ عَلِمْتُ، لَئِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثَ كَذِبِ تَرْضَى بِهِ عَنِّي، لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يُسْخِطَكَ عَلَيَّ. وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقِ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ، إِنِّي لأَرْجُو فِيهِ عُقْبَى اللهِ، وَاللهِ، مَا كَانَ لِي عُذْرٌ. وَاللهِ، مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "أَمَّا هَذَا، فَقَدْ صَدَقَ. فَقُمْ

ــ

المفعول أي تبسُّم من أخذه الغضب (ثم قال) لي: (تعال) أي أقبل إليَّ (فجئتـ) ـه (أمشي) على هينتي (حتى جلست بين يديه) وعند ابن عائذ في مغازيه فأعرض عنه فقال: يا نبي الله لم تعرض عني فوالله ما نافقت ولا ارتبت ولا بدلت (فقال لي ما خلَّفك) عن الغزو أي ما السبب الذي جعلك متخلفًا عن غزوة تبوك (ألم تكن قد ابتعت) واشتريت (ظهرك) أي مركوبك (قال) كعب: فـ (قلت) له: (يا رسول الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا) وملوكهم (لرأيت) أي لظننتُ (أني سأخرج من سخطه) وغضبه (بعذر و) الله (لقد أعطيت جدلًا) بفتحتين أي فصاحة وقوة في الكلام وبراعة بحيث أخرج من عهدة ما يُنْسب إليّ بما يُقبل ولا يُرَدُّ اه قسطلاني (ولكني والله لقد علمت لثن حدثتك) وأخبرتكَ (اليومَ حديثَ كذب) أي عُذرٍ كذبٍ (ترضى به عني ليوشِكَنَّ الله) أي ليقربن الله وُيسْرِعَنَّ (أن يُسخطك عليّ) بإظهار كذبي لك (ولئن حدَّثتك) اليومَ (حديث صدق) وخَبَر حق (تجد) بكسر الجيم من الموجِدَة بمعنى الغضب أي تغضبُ (عليّ) اليومَ (فيه) أي بذلك الحديث (إني لأرجو) وأطمع (فيه) أي في إخبارك خبر صدق (عقبَى الله) وثوابه، وفي رواية البخاري عفوَ الله أي أَنْ يُعْقِبَني ويُثيبني عليه وذلك الحديث الصدق هو ما أذكره لك بقولي (والله) أي أُقسمتُ لك بالإله الذي لا إله غيره (ما كان لي عذر) أصلًا في التخلُّف عن الغزو (والله ما كنت قط) أي فيما مضَى من عمري (أقوى) أي أشدَّ قوة في الجسم (ولا أيسر) مالًا أي أكثر مالًا (مني) أي من قوتي ويساري الحاصلَينِ لي (حين تخلفت عنك) في الخُروج للغزو فـ (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما هذا) القائلُ هذا الكلامَ يعني كعبًا (فقد صدق) فيما أخبر لي (فقم) من عندي فقد سمِعْتُ كلامَك

<<  <  ج: ص:  >  >>