(لعمر الله لنقتلنه) بالنون ولو كان من الخزرج رهطك إذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (فإنك) يا ابن عبادة (منافق تجادل) أي تخاصم وتدافع (عن المنافقين) تفسير لقوله فإنك منافق فليس المراد بقوله إنك منافق نفاق الكفر، قال المازري: إن ذلك وقع منه على جهة الغيظ والمبالغة في زجر سعد بن عبادة عن المجادلة لابن أبي وغيره ولم يرد النفاق الذي هو إظهار الإسلام وإبطان الكفر ولعله صلى الله عليه وسلم إنما ترك الإنكار عليه لذلك اه، قوله:(تجادل عن المنافقين) لم يثبت عن سعد بن عبادة رضي الله عنه أنه دافع عن ابن أبي ولا يتصور من مثله ذلك وإنما قال ما قال ردًا على ما فهم من كلام سعد بن معاذ من الحمل على الخزرج ومراد أسيد بن حضير أن نتيجة كلامه أن ينفع المنافقين الذين تولوا قذف عائشة رضي الله تعالى عنها (فثار) أي قام ونهض (الحيّان الأوس والخزرج) أي تناهضوا للنزاع والعصبية وتواثبوا أي نهض بعضهم إلى بعض من الغضب (حتى همّوا) وقصدوا (أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم) أي يأمرهم بخفض الأصوات وجلوس كل في محله (حتى سكتوا) أي سكت الحيّان (وسكت) رسول الله صلى الله عليه وسلم (قالت) عائشة: (وبكيت يومي ذلك) الذي قام فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر حالة كوني (لا يرقأ لي) أي لا ينقطع عني (دمع) يقال: رقأ الدمع إذا انقطع (ولا أكتحل بنوم) أي لا أنام أصلًا قليلًا ولا كثيرًا وهي استعارة جيدة كأنها قالت لم يأتني النوم حتى بمقدار ما يكون الكحل في عين المكتحل (ثم بكيت ليلتي المقبلة) لذلك اليوم (لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم وأبواي) أي أبي وأمي (يظنان أن البكاء فالق) أي شاق كبدي) لكثرته أي أن كبدي انشق بسبب حزني وبكائي (فبينما) بميم (هما) أي