للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جَالِسَانِ عِنْدِي، وَأَنَا أَبْكِي، اسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَهَا. فَجَلَسَتْ تَبْكِي. قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذلِكَ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ. قَالَتْ، وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ لِي مَا قِيلَ. وَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لَا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي بِشَيْءٍ. قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَلَسَ ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ. يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا. فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللهُ. وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ. فَاسْتَغْفِرِي

ــ

أبواي (جالسان عندي) في بيتي (وأنا أبكي) جملة حالية (استأذنت) جواب بينما أي طلبت الإذن في الدخول (عليّ امرأة من الأنصار) لم أر من ذكر اسمها (فأذنت لها) في الدخول فدخلت (فجلست) المرأة حالة كونها (تبكي) معي تحزنًا على (قالت) عائشة: (فبينا نحن) أي أنا وأبواي وتلك المرأة كائنون (على ذلك) الحال من بكائي وبكاء المرأة معي وجلوس أبويّ معي (دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم) وفي رواية هشام المذكورة (دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صلى العصر وقد اكتنفني أبواي عن يميني وعن شمالي) وفي رواية ابن حاطب عند الطبري (وقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس على سرير وجاهي) وفي حديث أم رومان عند البخاري في المغازي رقم [٤١٤٣] فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما شأن هذه؟ " قلت يا رسول الله أخذتها الحمى بنافض، وقال: فلعل في حديث تحدث به قالت نعم فقعدت عائشة اه من التكلمة (فسلم) علينا (ثم جلس، قالت) عائشة: (ولم يجلس) رسول الله صلى الله عليه وسلم (عندي مذ قيل لي ما قيل) أي بعدما قيل فيّ ما قيل من الإفك غير تلك الجلسة (و) الحال أنه (قد لبث) ومكث (شهرًا) كاملًا (لا يُوحى إليه في) بيان (شأني) وأمرى الذي نزل بي من إفك أهل الإفك (بشيء) من البيان والحكم (قالت) عائشة: (فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي قال بالشهادتين (حين جلس) عندنا (ثم قال: أما بعد يا عائشة فإنه) أي فإن الشأن والحال (قد بلغني عنك) أي من جهتك (كذا وكذا) كناية عما رماها به أهلى الإفك، وهذا يدل على أن كذا وكذا يكنى بها عن الأحوال كما يكنى بها عن الأعداد اه مفهم (فإن كنت بريئة) أي خالصة من ذلك الإفك (فسيبرئك الله) سبحانه أي يظهر الله براءتك من ذلك الإفك قريبًا بوحي ينزله (وإن كنت ألممت) واقترفت (بذنب) أي وقع منك مخالفًا لعادتك (فاستغفري

<<  <  ج: ص:  >  >>