الله) تعالى (وتوبي إليه) منه. قوله (ألممت) من الإلمام وهو النزول النادر غير المتكرر، وقال الكرماني: أي فعلت ذنبًا مع أنه ليس من عادتك اه عيني، وقال في المصباح: اللمم بفتحتين مقاربة الذنب، وقيل هو الصغائر، وقيل هو فعل الصغيرة ثم لا يعاوده كالقُبلة ويقال ألم بالذنب فعله وألم الشيء قرب اه (فإن العبد إذا اعترف) وأقر على نفسه (بذنب ثم تاب) منه، فيه دليل على أن مجرد الاعتراف لا يغني عن التوبة بل إذا اعترف به متصلًا نادمًا اه مفهم (تاب الله عليه) أي قبل توبته المستكملة للشروط، قال الداودي: أمرها بالاعتراف ولم يندبها إلى الكتمان المفرق بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن فيجب على أزواجه الاعتراف بما يقع منهن ولا يكتمنه إياه لأنه لا يحل لنبي إمساك من يقع منها ذلك بخلاف نساء الناس فإنهن ندبن إلى الستر لأنفسهن مع التوبة منه (قالت) عائشة: (فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته) تلك (قلص) بالقاف واللام والصاد المهملة أي انقطع مني (دمعي) واستمسك نزوله (حتى ما أحس) ولا أجد (منه قطرة) أي نقطة، قال القرطبي ومعنى قلص انقض وارتفع وإنما كان ذلك لأن الحزن والموجدة قد انتهت نهايتها وبلغت غايتها ومتى انتهى الأمر إلى ذلك جف الدمع لفرط حرارة المصيبة كما قال الشاعر:
عيني سُحّا ولا تشُحّا ... جل مصابي عن الدواء
إن الأسى والبكا جميـ ... ـعًا ضدان كالداء والدواء
اه من المفهم، ويحتمل أيضًا أنها لما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم أنها إن كانت بريئة فسيبرئها الله قل حزنها وسكن جاشها فانقطع الدمع (فقلت لأبي أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال، فقال) أبي (والله ما أدري) ولا أعلم (ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم) ولأبي أويس (فقال: لا أفعل هو رسول الله صلى الله