للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقُلْتُ، وَأَنَا جَارِيةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، لَا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ: إِنِّي، وَاللهِ، لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّكُمْ قَدْ سَمِعْتُنم بِهَذَا حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي نُفُوسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ. فَإِنْ قُلتُ لَكُمْ إِنِّي بَرِيئَةٌ، وَاللهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ، لَا تُصَدِّقُونِي بِذلِكَ. وَلَئِنِ اعْتَرَقتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ، لَتُصَدِّقُونَنِي. وَإِنِّي،

ــ

عليه وسلم والوحي يأتيه) قال الحافظ: إنما قالت عائشة لأبيها مع أن السؤال إنما وقع عما في باطن الأمر وهو لا اطلاع له على ذلك لكن قالته إشارة إلى أنها لم يقع منها شيء في الباطن يخالف الظاهر الذي هو يطلع عليه فكأنها قالت له: برئني بما شئت وأنت على ثقة من الصدق فيما تقول، وإنما أجابها أبو بكر بقوله: لا أدري، لأنه كان كثير الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأجاب بما يطابق السؤال في المعنى ولأنه وإن كان يتحقق براءتها لكنه كره أن يزكّي ولده وكذا الجواب عن قول أمها: لا أدري اه، قال الأبي: وفي قولها: (أجب عني) .. إلخ دليل على تقديم الكبير للكلام في مهمات الأمور ومخاطبة أولى الأمر، وقولها: (ما ندري) لأن الأمر الذي سألها عنه لم يقفا منه على زائد على ما عند النبي صلى الله عليه وسلم قبل نزول الوحي إلَّا حسن الظن بها اه منه (فقلت لأمي أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم) فيما قال (فقالت) أمي: (والله ما أدري) ولا أعلم (ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم) قالت عائشة (فقلت) أنا في جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم (وأنا) أي والحال أني (جارية) أي بنت (حديثة السن) أي قليلة العمر وأنا أيضًا (لا أقرأ كثيرًا من القرآن) وهذا توطئة لعذرها في عدم استحضارها اسم يعقوب عليه السلام، وقوله: (إني والله) .. إلخ مقول قلت: (لقد عرفت) وتيقنت (أنكم قد سمعتم) وقبلتم (بهذا) الإفك الذي قيل فيّ (حتى استقر) ورسخ (في نفوسكم) أي في قلوبكم (وصدقتم به) أي بهذا الإفك، قيل مرادها من صدق به من أصحاب الإفك وضمت إليهم من لم يكذبهم تغليبًا (فإن قلت لكم إني بريئة) من هذا الإفك (والله) عز وجل (يعلم أني بريئة) منه، والجملة الاسمية معترضة بين إن الشرطية وجوابها اعترض بها لتأكيد الكلام (لا تصدقوني) فيما قلت لكم من براءتي ولا تقطعون (بذلك) أي بصدقي (ولئن اعترفت) وأقررت (لكم بأمر) أنا بريئة منه وأثبته على نفسي تعني ما قيل فيها من الإفك (والله) سبحانه (يعلم أني بريئة) منه (لتصدقونني) فيما أقررت لكم من قول أهل الإفك وحينئذٍ فالمرء مؤاخذ بإقراره (وإني

<<  <  ج: ص:  >  >>