(فقلت) لها: (والله لا أقوم إليه) صلى الله عليه وسلم (ولا أحمد) أي ولا أشكر أحدًا (إلا الله) عز وجل (هو الذي أنزل براءتي) وزاد في رواية الأسود عن عائشة عند أبي عوانة والطبراني (وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فانتزعت يدي منه فنهرني أبو بكر) قال ابن الجوزي إنما قالت ذلك إدلالًا وعتيًا كما يدل الحبيب على حبيبه، وروى الطبري وأبو عوانة عن مجاهد قال: قالت لما نزل عذرها قبّل أبو بكر رأسها فقلت: ألا عذرتني! فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت ما لا أعلم (قالت) عائشة: (فأنزل الله عز وجل) براءتي قوله في الكتاب العزيز: (إن الذين جاووا بالإفك عصبة) أي جماعة قليلة (منكم) أيها المؤمنون، وقوله:(عشر آيات) بدل من مفعول أنزل أي فأنزل عشر آيات إلى قوله: {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وقالت أيضًا (فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات) العشر لأجل (براءتي) وأقيم الحد على من أقيم عليه (قالت) عائشة (فقال أبو بكر) الصديق: (وكان ينفق على مسطح) بن أثاثة (لقرابته منه) كان ابن خالته (وفقره) أي لأجلهما (والله لا أنفق عليه شيئًا أبدًا بعد الذي قال لعائشة) ما قال:
قولها:(فأنزل الله عز وجل إن الذين جاؤوا بالإفك) قال الزمخشري لم يقع في القرآن من التغليظ في معصية مثل ما وقع في قصة الإفك بأوجز عبارة وأشبعها لاشتماله على الوعيد الشديد والعتاب البليغ والرجز العنيف واستعظام القول في ذلك واستشناعه بطرق مختلفة وأساليب متقنة كل واحد منها كاف في بابه بل ما وقع منها من وعيد عبدة الأوثان إلَّا بما هو دون ذلك وما ذلك إلَّا لإظهار علو منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتطهير من هو نبيل اه ثم إن عائشة رضي الله تعالى عنها ذكرت هاهنا أن الذي نزل في هذه القصة عشر آيات وهي إلى قوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (٢٠)} لكن وقع في رواية عطاء الخراساني عن الزهري عند أبي عوانة في صحيحه والطبراني (فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا} .. إلى قوله .. {أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وعدد الآي إلى هذا الموضع اثنتا عشرة آية وبين الروايتين معارضة من حيث العدد وجمع بينهما الحافظ في الفتح بأن عائشة ألغت الكسر هاهنا وقد يُجمع بينهما بأن ما نزل