في خصوص تبرئة عائشة عشر آيات كما ذكرته هاهنا في هذه الرواية ثم بعدها حلف أبو بكر على أن لا ينفق على مسطح نزلت الآيتان ففصلت عائشة في رواية الباب، ووقع في رواية عطاء الإجمال فذكرت اثنتي عشرة بالجملة. قوله:(والله لا أنفق على مسطح شيئًا أبدًا) يؤخذ منه مشروعية ترك المؤاخذة بالذنب ما دام احتمال عدمه موجودًا لأن أبا بكر لم يقطع نفقة مسطح إلَّا بعد تحقيق ذنبه فيما وقع منه.
(فأنزل الله عز وجل ولا يأتل) أي لا يحلف (أولو الفضل منكم) في الدين أبو بكر (والسعة) في المال من (أن يوتوا) وينفقوا (أولى القربى) والمساكين والمهاجرين في سبيل الله) صفات لموصوف واحد وهو مسطح لأنه كان مسكينًا مهاجرًا بدريًا (إلى قوله ألا تحبون أن يغفر الله لكم) قال المؤلف رحمه الله تعالى (قال) لنا (حبان بن موسى) بن سوّار السُلمي المروزي (قال عبد الله بن المبارك) بن واضح الحنظلي المروزي (هذه) الآية يعني قوله ألا تحبون أن يغفر الله لكم (أرجى آية في كتاب الله) عز وجل لكونه بشر بالمغفرة من يعفو ويصفح عن خطإ غيره (فـ) لما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (قال أبو بكر) الصديق رضي الله عنه: (والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع) بالتخفيف (إلى مسطح النفقة التي كان ينفقـ) ـها (عليه) أي على مسطح أولًا (وقال) أبو بكر: (لا أنزعها) أي لا أقطع تلك النفقة (منه) أي من مسطح (أبدًا) أي مدة حياتي وحياته، وفي رواية للطبراني أنه صار معطيه ضعف ما كان يعطيه قبل ذلك (قالت عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه