وسلم عن أمري) وشأني فيما تقوَّل عليّ أهل الإفك فقال لها:(ما علمت) في شأن عائشة (أو) قال: (ما رأيت) في شأنها بالشك من الراوي (فقالت) زينب له صلى الله عليه وسلم (يا رسول الله أحمي سمعي وبصري) أي أصون وأحفظ سمعي وبصري من أن أقول سمعت ولم أسمع وأبصرت ولم أبصر (والله ما علمت) منها (إلا خيرًا) أي براءة مما قالوا فيها، قال القاضي في سؤالها الكشف عن الأمر المسموع لمن يهمه أو يعنيه وأما من غيره فتجسس ممنوع اه (قالت عائشة وهي) أي زينب (التي تُساميني) أي تفاخرني وتضاهيني بجمالها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم وهي مفاعلة من السمو وهو الارتفاع (من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم) أي هي التي تطلب من العلو والارتفاع والحظوة عند النبي صلى الله عليه وسلم ما أطلب أو هي التي تعتقد أن لها مثل الذي لي عنده (فعصمها الله) أي حفظها (بالورع) من أن تقول قول أهل الإفك (وطفقت) بكسر الفاء أي جعلت أو شرعت (أختها حمنة) بفتح الحاء المهملة وسكون الميم وفتح النون فهاء تأنيث (بنت جحش تُحارب لها) أي تغضب لأختها زينب وتحكي مقالة أهل الإفك لتخفض منزلة عائشة وتُعلي منزلة أختها زينب (فهلكت) بالعقوبة (فيمن هلك) أي مع من هلك من أصحاب الإفك فحدَّت فيمن حد أو أثمت مع من أثم، ثم اختلف العلماء هل أقام النبي صلى الله عليه وسلم حد القذف على من ارتكبه في عائشة رضي الله تعالى عنها، وصحح الحافظ في الفتح أنه صلى الله عليه وسلم أقام الحد على الذين تكلموا بالإفك وفيهم عبد الله بن أُبي كما ثبت بحديث عائشة عند ابن إسحاق وبحديث أبي هريرة عند البزار وبرواية أبي أويس عند الحاكم في الإكليل.
(قال الزهري) بالسند السابق (فهذا) الذي ذكرناه من الحديث السابق هو (ما