للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ زُهَيْرٌ: وَهِيَ قِرَاءَةُ مَنْ خَفَضَ حَوْلَهُ.

وَقَالَ: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى المَدِينَةٍ ليُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ. قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ. فَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَى فَسَأَلَهُ فَاجْتَهَدَ يَمِينَهُ مَا فَعَلَ

ــ

موجودًا في قراءة عبد الله بن مسعود وقرأه بعضهم بكسر الميم واللام في لفظ (مِن حولِه) وبعضهم بفتحهما (مَن حَولَه) وعلى هذا الوجه الثاني تكون من الموصولة بدلًا من ضمير الفاعل في ينفضوا وعلى كلا التقديرين ليس هو موجودًا في القراءات المتواترة اليوم، والظاهر أنها كانت زيادة تفسيرية من قبل عبد الله بن مسعود وثبت أن مثل هذه الزيادات التفسيرية ربما سُميت بالقراءات والله سبحانه وتعالى أعلم (وقال) عبد الله بن أُبي أيضًا فهو معطوف على قوله: (فقال عبد الله بن أُبي) والله (لئن رجعنا) من عنده صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري (إلى المدينة ليخرجن الأعز) يريد نفسه (منها) أي من المدينة (الأذل) يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسبب قوله هذا ما مر في حديث جابر في نصر الأخ ظالمًا أو مظلومًا من كتاب البر والصلة أن رجلًا من المهاجرين كسع رجلًا من الأنصار فقال: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "دعوها فإنها منتنة" فسمعها عبد الله بن أُبي فقال لئن رجعنا إلى المدينة .. إلخ، فـ (قال) زيد بن أرقم: (فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته) صلى الله عليه وسلم (بذلك) أي بما قاله ابن أُبي، فيه جواز رفع الأمور المنكرة للحاكم لا سيما فيما يخشى عود ضرره على المسلمين اه أبي. وفي مرسل الحسن عند عبد الرزاق (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعلك أخطأ سمعك، لعلك شُبِّه عليك") وفي رواية البخاري: (فذكرت ذلك لعمي) سعد بن عبادة وليس هو عمه حقيقة وإنما هو سيد قومه الخزرج (أو لعمر) بن الخطاب بالشك (فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فدعاني فحدثته فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أُبي وأصحابه) .. إلخ فلا معارضة بين الروايتين لأنه في رواية مسلم أسقط الواسطة اختصارًا وفي رواية البخاري ذكرها إيضاحًا (فأرسل) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إلى عبد الله بن أُبي) ليسأله عن مقالته هذه (فسأله) النبي صلى الله عليه وسلم عنها (فاجتهد) عبد الله (يمينه) أي بالغ في يمينه وبذل وسعه فيها على أنه (ما فعل) أي ما قال ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>