للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ: كَذَبَ زَيْدٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِمَّا قَالُوهُ شِدَّةٌ. حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ تَصْدِيقِي: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} [المنافقون: ١].

قَالَ: ثُمَّ دَعَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيسْتَغْفِرَ لَهُمْ. قَالَ: فَلَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ. وَقَوْلُهُ: {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} [المنافقون: ٤]. وَقَالَ: كَانُوا رِجَالًا أَجْمَلَ شَيْءٍ

ــ

الكلام، وفي رواية البخاري (فكذبني رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقه) (فقال) ابن أُبي للناس وأشاع بينهم (كذب زيد) بن أرقم (رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي أخبره بالكذب بما لم أقله (قال) زيد: (فوقع في نفسي) أي في قلبي (مما قالوه) يعني قولهم كذب زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم (شدة) أي هم وحزن (حتى أنزل الله) عز وجل (تصديقي) قال النووي: فيه منقبة له أي ما يصدقني في كتابه العزيز يعني قوله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} وعند النسائي حتى بلغ {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} (قال) زيد (ثم دعاهم) أي دعا ابن أُبي وأصحابه (النبي صلى الله عليه وسلم ليستغفر لهم) مما قالوا (قال) زيد: (فلووا رؤوسهم) أي عطفوها إعراضًا واستكبارًا عن استغفار الرسول صلى الله عليه وسلم لهم أي لوى عبد الله بن أُبي وأصحابه أي حركوا رؤوسهم إشارة إلى الإباء من استغفاره صلى الله عليه وسلم لهم ولفوا أعناقهم ووجوههم إلى وراء ظهورهم (وقوله) تعالى مبتدأ (كأنهم خشب) بإسكان الشين وضمها (مسندة) بتشديد النون مقول للمبتدإ والخبر قوله (وقال) زيد بن أرقم معناه (كانوا) أي كان المنافقون (رجالًا أجمل شيء) ممن له جمال، والواو في قوله (وقال) زيادة من النساخ كما هي ساقطة من رواية البخاري ولفظه (وقوله خشب مسندة قال: كانوا رجالًا أجمل شيء) وساقطة أيضًا من نسخة شرح الأبي في الداخل لا في الهامش، قال الحافظ ابن حجر: وهذا وقع في نفس الحديث وليس مدرجًا فقد أخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن عمرو بن خالد شيخ المؤلف فيه بهذه الزيادة وكذا أخرجه الإسماعيلي من وجه آخر عن زهير اه قسطلاني. قوله: (كأنهم خشب مسندة قال: كانوا رجالًا أجمل شيء) قال الأبي قلت آية {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ} نزلت توبيخًا لهم لأنهم كانوا رجالًا أجمل شيء وأفصحه منظرهم يروق وقولهم مخلب ولكن لم يغن ذلك عنهم بل كانوا كالخشب المسندة في أنهم لا أفهام لهم نافعة ولا نظير كالخشب المسندة في أنها أجرام لا عقول

<<  <  ج: ص:  >  >>