للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

لهم معتمدة على غيرها، ويحتمل أن المشبه بالخشب اصطفافهم في الأندية ولا أفهام لهم كالخشب، وكان من حديث زيد بن أرقم أن عبد الله بن أُبي خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة بني المصطلق وهي المريسيع - وهو ما في ناحية قديد مما يلي الساحل - فانتهى الناس إلى ماء سبق إليه المهاجرون وكأنهم غلبوا الأنصار عليه بعض غلب، فورد الماء الجهجاه - بفتح الجيمين وسكون الهاء الأولى - ابن قيس أو ابن سعد الغفاري وكان أجيرًا لعمر بن الخطاب بفرس لعمر ليسقيه فازدحم هو وسنان بن وبرة الجهني حليف لابن أُبي ابن سلول يعني حليفًا للأوس فكسع - بكاف وسين وعين مهملات مفتوحات - أي ضرب الجهجاه سنانًا فغضب سنان ودعا: يا للأنصار ودعا الجهجاه: يا للمهاجرين، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما دعوى الجاهلية" فأُخبر، فقال: "دعوها فإنها منتنة" واجتمع ابن أُبي في قوم من المنافقين فقال لهم: قد كنت قلت لكم في هؤلاء الجلاليب فلم تسمعوا مني - وكان المنافقون يسمون المهاجرين الجلاليب - وقد تعالوا علينا والله ما مثلنا ومثلهم إلَّا كما قال الأول: سمن كلبك يأكلك، لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل وقال لهم: إنما بقي هؤلاء المهاجرون مع محمد إلَّا لنفقتكم عليهم ولو قطعتموها تفرّقوا عنه وكان معهم زيد بن أرقم صغيرًا لا يُتحفظ منه فذهب زيد إلى عمه فأخبره بذلك فقال: يا زيد أغضبت عليه أو لعلك وهمت، فحلف زيد ما كان شيء من ذلك ولقد سمعته يقول ذلك فعتب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أُبي في رجال من الأنصار فبلغ ذلك ابن أُبي فجاء وحلف أنه ما قال ذلك، ولقد كذب زيد فكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدًا وصدّق أيمان ابن أُبي فبقي زيد في منزله لا ينصرف حياءً من الناس، فنزلت هذه السورة عند ذلك فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زيد وقال: "قد صدّقك الله يا زيد ووفت أذنك" فخزي ابن أُبي ومقته الناس ولامه المؤمنون من قومه، وقال له بعضهم: امض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعترف بذنبك يستغفر لك فلوى رأسه إنكارًا لهذا الأمر وقال: قد أشرتم عليّ بالإيمان فآمنت وأشرتم عليّ بإعطاء زكاة مال ففعلت فلم يبق لكم إلَّا أن تأمروني بالسجود لمحمد صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية اه من الأبي.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في مواضع منها في تفسير سورة

<<  <  ج: ص:  >  >>