صحابي وفيه ثلاثة من التابعين يروي بعضهم عن بعض (فقال) لي عمار: (ما عهد) وأوصى (إلينا) معاشر المقاتلين مع علي (رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا لم يعهده) ولم يوصه (إلى الناس كافة) أي جميعًا، قال الأبي: وتقدم الاتفاق على أن عليًا وأصحابه مصيبون في قتال أهل الشام وأنهم على الحق وأن الآخرين مجتهدون ولكن مخطئون (ولكن حذيفة) بن اليمان العبسي الكوفي حليف الأنصار رضي الله عنه صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم (أخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال) حذيفة (قال النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابي) أي فيمن يُنسب إلى صحبتي وإلا فالمنافق لا يُسمى صحابيًا لكفره باطنًا ولذلك ورد الحديث في الرواية الآتية بلفظ "وإن في أمتي اثني عشر منافقًا"(اثنا عشر منافقًا فيهم) أي منهم (ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج) ويدخل (الجمل) أي فحل الإبل (في سم الخياط) أي في ثقب الإبرة يعني لا يدخلون الجنة أبدًا لأن دخول الجمل في ثقب الإبرة محال والمعلق بالمحال محال اه مبارق، والسم بتثليث السين والفتح أشهر وبه قرأ السبعة وهو ثُقب الإبرة ومعناه لا يدخلون الجنة أبدًا كما لا يدخل الجمل في ثقب الإبرة أبدًا اه نووي (ثمائية منهم) أي من أولئك الاثني عشر (تكفيكهم) يا حذيفة أو أيها المخاطب أي يدفع عنك شرهم وضررهم (الدبيلة) بالتصغير أي الطاعون، قال أسود بن عامر (وأربعة) منهم أي من أولئك الاثني عشر (لم أحفظ) أنا (ما قال شعبة نيهم) أي في عقوبتهم (والدبيلة) بضم الدال تصغير الدبل بفتح الدال بمعنى الطاعون والدبيلة أيضًا الدامية وداء في الجوف كما في القاموس، وقال ابن الأثير في النهاية [٢/ ٩٩] هي خراج ودُمل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالبًا وهي تصغير دبلة وكل شيء جمع فقد دُبل ومثله في مجمع البحار.
والمعنى أن ثمانية من هؤلاء المنافقين يموتون بالدبيلة فكأن الدبيلة تكفي المسلمين عن شرهم، وأما تخصيص الاثني عشر رجلًا في هذا الحديث مع أن المنافقين كانوا أكثر