عمار وحذيفة طريق الثنية والقوم بطن الوادي فطمع اثنا عشر رجلًا في المكر به فاتبعوه ساترين وجوههم غير أعينهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم خشفة القوم من ورائه أمر حذيفة أن يردهم فخوّفهم الله تعالى حين أبصروا حذيفة فرجعوا مسرعين على أعقابهم حتى خالطوا الناس فأدرك حذيفة النبي صلى الله عليه وسلم فقال لحذيفة:"هل عرفت أحدًا منهم؟ " قال: لا، فإنهم كانوا متلثمين ولكن أعرف رواحلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن الله أخبرني بأسمائهم وأسماء آبائهم وسأخبرك بهم إن شاء الله تعالى عند الصباح" فمن ثمة كان الناس يراجعون حذيفة في أمر المنافقين، قيل أسر النبي صلى الله عليه وسلم أمر هذه الفئة المشؤومة لئلا تهيج الفتنة من تشهيرهم اه من المبارق.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثامنًا لحديث زيد بن أرقم بحديث آخر لحذيفة رضي الله تعالى عنهما فقال:
٦٨٦٤ - (٢٧٤٩)(١٩٠)(حدثنا زهير بن حرب حدثنا أبو أحمد الكوفي) محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمرو بن درهم الأسدي الزبيري مولاهم، ثقة، من (٩) روى عنه في (١٠) أبواب (حدثنا الوليد) بن عبد الله (بن جُميع) مصغرًا الزهري المكي، صدوق، من (٥) نزيل الكوفة وقد يُنسب لجده كما في متن مسلم، صدوق، من (٥) روى عنه في (٢) الجهاد والنفاق (حدثنا أبو الطفيل) بضم الطاء مصغرًا عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو بن جحش الليثي المكي وُلد عام أحد وهو آخر من مات من الصحابة على الإطلاق رضي الله عنه (قال) أبو الطفيل: (كان بين رجل من أهل العقبة) اسمه وديعة بن ثابت، قال النووي: هذه العقبة ليست العقبة المشهورة بمنى التي كانت بها بيعة الأنصار رضي الله عنهم وإنما هذه عقبة على طريق تبوك اجتمع المنافقون فيها للغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فعصمه الله تعالى منهم (وبين حذيفة) بن اليمان (بعض ما يكون) ويقع (بين الناس) من المنازعة والمشاغبة، قال القرطبي: وعنى أبو الطفيل بقوله: (بعض ما يكون بين القوم) الملاحاة والمعاتبة التي تكون غالبًا بين الناس،