وقوله:(أنشدك بالله) والقائل أنشدك بالله هو الرجل الذي لاجاه حذيفة وهو وديعة بن ثابت والقائل (كنا نخبر أنهم أربعة عشر فإن كنت فيهم فالقوم خمسة عشر) هو حذيفة، والمخاطب بذلك القول هو الرجل المعاتب السائل له بأنشدك الله، وظاهر كلام حذيفة أنه ما شك فيه لكنه ستر ذلك إبقاء عليه وهؤلاء الأربعة عشر أو الخمسة عشر هم الذين سبقوا إلى الماء فلعنهم النبي صلى الله عليه وسلم غير أنه قبل عذر ثلاثة منهم لما اعتذروا له بأنهم ما سمعوا المنادي وما علموا بما أراد من كان منهم من المنافقين فإنهم أرادوا مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يسبقوا إلى الماء، ويحتمل أن يريد بهم الرهط الذين عرضوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة ليقتلوه والله تعالى أعلم اه من المفهم (فقال) الرجل لحذيفة: (أنشدك) أي أسألك (بالله) الذي لا إله غيره (كم كان) أي كم أي عدد كان (أصحاب العقبة) أي أصحاب عقبة تبوك الذين أرادوا الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم (قال) أبو الطفيل (فقال له) أي لحذيفة (القوم) الحاضرون معهم (أخبره) أي أخبر يا حذيفة للرجل عما سألك عنه (إذ سألك) هذا الرجل حذيفة بالله العظيم (قال) حذيفة: (كنا نخبر) من بعض الناس بالبناء للمجهول أي كان بعض من رآهم أخبر لنا (أنهم) أي أن أصحاب العقبة (أربعة عشر) نفرًا، قال حذيفة:(فإن كنت) أنت أيها الرجل (منهم) أي من أصحاب العقبة (فقد كان القوم) أي عدد قوم أصحاب العقبة (خمسة عشر) معك، ثم قال حذيفة:(وأشهد) أي أحلف (بالله) العظيم (أن اثني عشر منهم) أي من خمسة عشر (حرب) أي محاربون (لله ولرسوله) صلى الله عليه وسلم (في الحياة الدنيا) لأنهم أرادوا قتله (ويوم يقوم الأشهاد) أي يوم القيامة يُعذبون على نفاقهم (وعذر) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاثة) منهم لأنهم (قالوا ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم) الذي نادى بأمره بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ العقبة فلا يأخذها أحد (ولا علمنا بما أراد القوم) الذين أخذوا العقبة