للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَقَالَ: "خَلَقَ اللهُ، عَز وَجَلَّ، التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ. وَخَلَقَ فِيهَا الْجبَالَ يَوْمَ الأَحَدِ. وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الاثْنَينِ. وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثلَاثاءِ. وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ. وَبَثَّ فِيهَا الدُّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ. وَخَلَقَ آدَمَ، عَلَيهِ السَّلَامُ، بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ. في آخِرِ الْخَلْقِ. في آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ. فِيَما بَينَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ"

ــ

أي أمسك (رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال) لي: (خلق الله عز وجل التربة) أي الأرض (يوم السبت وخلق فيها) أي في الأرض (الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه) كالظلام والأمراض (يوم الثلاثاء) قال الأبي: والمراد بالمكروه المؤلم ولا يلزم من خلقه فيه اختصاص وقوعه فيه، ووقع في كتاب ثابت من رواية النسائي (وخلق التقن يوم الثلاثاء) قال ثابت: والتقن ما يقوم به المعاش ويصلح به التدبير كالحديد وغيره من جواهر الأرض وكل شيء يقوم به صلاح شيء فهو تقنه، ومنه إتقان الشيء وإحكامه، وقال النووي: لا منافاة بين ما في كتاب مسلم وفي كتاب ثابت لاحتمال خلق كل من الأمرين فيه (وخلق النور يوم الأربعاء) بفتح الهمزة وكسر الباء وفتحها وضمها ثلاث لغات حكاهن صاحب المحكم وجمعه أربعاوات وحُكي أيضًا أرابيع اه نووي، وقال الأبي: الصحيح في النور أنه جسم كالشموس والأقمار والنجوم والملائكة وعلى أنه عرض كنور المصابيح والكهرباء فالمراد خلقه في الجسم الذي يقوم به، وقد ورد في كتاب ثابت (النون) بدل النور وبهذا اللفظ رواه بعض الرواة لصحيح مسلم ومعناه الحوت، وجمع النووي بينهما بأنه يحتمل أن يكون النور كلاهما خُلقا يوم الأربعاء، وذكر القاضي عياض في رواية أخرى (البحور) بدل النور والله سبحانه أعلم (وبث) أي نشر (فيها) أي في الأرض (الدواب) جمع دابة (يوم الخميس وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق) أي المخلوقات (في آخر ساعة من ساعات) يوم (الجمعة) خلقه (فيما) أي في زمن (بين) آخر (العصر) أي من نهايته (إلى) أول (الليل) وقوله صلى الله عليه وسلم: (في آخر الخلق) أي لكونه الفذلكة الإيمائية وبمنزلة العلة الغائية (في آخر ساعة من ساعات الجمعة) وهي الساعة المرجوة للإجابة في يوم الجمعة عند جماعة من بعض الأئمة اه مرقاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>