للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالُوا: مَا رَابَكُمْ إِلَيْهِ؛ لَا يَسْتَقْبِلُكُمْ بِشَيءٍ تَكْرَهُونَهُ. فَقَالُوا: سَلُوهُ. فَقَامَ إِلَيْهِ بَعْضُهُمْ فَسَأَلَهُ عَنِ الرُّوحِ. قَالَ: فَأَسْكَتَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا. فَعَلِمْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ. قَالَ: فَقُمْتُ مَكَانِي

ــ

أنهم سألوه عن الماهية؟ وهل الروح قديمة أو حادثة؟ (فقالوا) أي فقال البعض الآخر (ما رابكم) أي ما أحوجكم (إليه) أي إلى سؤاله عن الروح، قال النووي: هكذا هو في جميع النسخ (ما رابكم إليه) أي ما دعاكم إلى سؤاله عنه أو ما شككم فيه حتى احتجتم إلى سؤاله أو ما دعاكم إلى سؤال تخشون سوء عقباه (لا يستقبلكم) بالرفع على الاستئناف وعلى الجزم في جواب النهي أي لا يجيئكم ولا يجيبكم (بشيء) أي بجواب (تكرهونه) بمخالفته بما علمتم من التوراة أي لا يجيبكم إلا بجواب تحبونه لموافقته بما علمتم من التوراة لأنهم قالوا إن فسره فليس بنبي وذلك أن في التوراة أن الروح مما انفرد الله بعلمه ولا يطلع عليه أحد من عباده فإذا لم يفسره دل على نبوته وهم يكرهونها، وفيه قيام الحجة عليهم في نبوته، وفي رواية عبد الواحد عند البخاري في العلم (لا تسألوه لا يجئ فيه بشيء تكرهونه) وهي أوضح والمعنى أنه يمكن أن يأتيكم في الجواب بما يدل على نبوته فيكون جوابه حجة عليكم (فقالوا: سلوه فقام إليه بعضهم فسأله عن الروح قال) ابن مسعود: (فأسكت) وأمسك (النبي صلى الله عليه وسلم) عن الجواب لهم كما قال الراوي (فلم يرد) أي النبي صلى الله عليه وسلم (عليه) أي على السائل (شيئًا) من الجواب انتظارًا للوحي، فأسكت من الإسكات وسكت من السكوت هما لغتان بمعنى واحد، قال القاضي يقال: سكت وأسكت أي صمت ويُستعمل أسكت بمعنى أطرق ويقال أيضًا أسكت عنه إذا أعرض عنه، وفي المصباح استعمال أسكت لازمًا لغة اه، قال ابن التين: اختلف الناس في المراد بالروح المسؤول عنه في هذا الخبر على أقوال: الأول روح الإنسان، الثاني روح الحيوان، الثالث جبريل، الرابع عيسى عليه السلام إلى آخر ما قال كما مر والأكثرون على أنهم سألوه صلى الله عليه وسلم عن حقيقة الروح الذي تقوم به حياة الإنس والجن والحيوان اه، قال ابن مسعود: (فـ) لما سكت صلى الله عليه وسلم (علمت أنه) صلى الله عليه وسلم (يُوحى إليه) فسكت انتظارًا للوحي (قال) ابن مسعود: (فقمت مكاني) وفي رواية البخاري (مقامي) أي في مقامي الذي كنت فيه حين سؤالهم إياه لأحول بينه وبين السائلين أو فقمت عنه لئلا

<<  <  ج: ص:  >  >>