يتشوش بقربي منه، وفي رواية للبخاري (فتأخرت عنه)(فلما نزل الوحي) وانجلى عنه (قال) صلى الله عليه وسلم: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} أي قرأ هذه الآية ({قُلِ}) يا محمد للسائلين عنها ({الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}) أي مما استأثر الله بعلمه فهو من أمر ربي أي من معلومات ربي لا من أمري أي لا من معلومي ولا من معلومات المخلوقات كلهم فلا أقول لكم شيئًا في جواب ما هي والأمر بمعنى الشأن أي معرفة الروح من شأن الله لا من شأن غيره ولا يلزم من عدم العلم بحقيقته المخصوصة نفيه فإن أكثر الأشياء وماهيتها مجهولة ولا يلزم من كونها مجهولة نفيها، ويؤيده قوله تعالى:({وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا}) علما أو إيتاء ({قَلِيلًا}) وفي رواية البخاري (وما أوتوا) بضمير الغائب وهي قراءة شاذة مروية عن الأعمش مخالفة للمصحف، قيل وليس في الآية دلالة على أن الله تعالى لم يطلع نبيه على حقيقة الروح بل يحتمل أن يكون أطلعه عليها ولم يأمره أن يطلعهم وقد قالوا في علم الساعة نحو هذا والله أعلم اه من الإرشاد، وفي الآية إشارة إلى أن علم الإنسان وفهمه قاصر عن إدراك حقيقة الروح فلا ينبغي الخوض فيها لأنه اشتغال بما لا طائل تحته.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في مواضع منها في تفسير سورة بني إسرائيل باب {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ}[٤٧٢١]، والترمذي في تفسير سورة بني إسرائيل [٣١٤٠].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ابن مسعود رضي الله عنه فقال:
٦٨٨٧ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج) عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي الكوفي، ثقة، من (١٠) روى عنه في (٦) أبواب (قالا: حدثنا وكيع ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وعلي بن خشرم) بن عبد الرحمن بن عطاء بن