المذكور في آية سورة الدخان يجيء يوم القيامة فيأخذ ويقبض بأرواح الكفار والمنافقين أي يميتهم (ويأخذ) ذلك الدخان (المؤمنين) أي يصيبهم (منه) أي من ذلك الدخان (كهيئة الزكام) أي مثل الزكام وهو مرض معروف يأخذ الناس بالسعال والمخاط، وفي رواية البخاري في تفسير سورة الروم (بينما رجل يحدّث في كندة فقال: يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ويأخذ المؤمن كهيئة الزكام) وحاصل قوله أنه فسر قوله تعالى: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ} فذكر أن آية الدخان لم تأت بعد وإنما ستأتي بقرب من القيامة فتأخذ بأنفاس الكفار ولا يصيب المؤمنين منها إلا مرض يسير كالزكام (فقال عبد الله و) قد (جلس وهو غضبان يا أيها الناس اتقوا الله) عز وجل فلا تقولوا على الله ما لم يقل (من علم منكم شيئًا) مما قال الله ورسوله (فليقل بما يعلم) عن رسوله إذا سئل عنه (ومن لم يعلم) شيئًا مما سُئل عنه (فليقل الله أعلم) به (فإنه) أي فإن الشأن والحال (أعلم لأحدكم) خبر مقدم لقوله: (أن يقول لما لا يعلم الله أعلم) والجملة الفعلية في تأويل مصدر مرفوع على كون مبتدأ مؤخرًا، والجملة الاسمية خبر لأن واسمها ضمير الشأن، والتقدير فإنه قول أحدكم فيما لا يعلم الله أعلم أقرب له إلى علمه فإنه علم جهل نفسه وفوّض العلم إلى العليم الحكيم، وفي الرواية الآتية: أن يقول لما لا علم له به: الله أعلم، وفي رواية البخاري المذكورة (فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم لا أعلم) وهي أوضح لأن تمييز المعلوم من المجهول نوع من العلم، وليس المراد أن عدم العلم يكون علمًا اهـ قسطلاني (فإن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما أسألكم عليه) أي على تبليغ ما أُوحي إليّ (من أجر) أي من أجرة ({وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ}[ص: ٨٦]) أي من المكلِّفين أنفسهم بقول ما لا يعلمون، والقول فيما لا يعلم قسم من التكلف وفيه تعريض بالرجل القائل يجيء دخان يوم القيامة .. إلخ وإنكار عليه ثم بين عبد الله قصة الدخان فقال:(إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى) وعلم