للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنَ النَّاسِ إِدْبَارًا. فَقَالَ: "اللَّهُمَّ، سَبْعٌ كَسَبْعِ يُوسُفَ" قَالَ: فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ. حَتَّى أَكَلُوا الْجُلُودَ وَالْمَيْتَةَ مِنَ الْجُوعِ. وًينْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ أَحَدُهُمْ فَيَرَى كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ. فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ جِئْتَ تَأْمُرُ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَبِصِلَةِ الرَّحِمِ. وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ

ــ

(من الناس) أي من كفار قريش، فاللام فيه للعهد الذهني (إدبارًا) وإعراضًا عن قبول الإسلام وإباءً منه، وفي الرواية الآتية: (إنما كان هذا أن قريشًا لما استعصت على النبي صلى الله عليه وسلم) وفي رواية البخاري المذكورة (وإن قريشًا أبطأوا عن الإسلام) دعا عليهم (فقال) في دعائه عليهم: (اللهم) مطلوبي ومسؤولي عليهم (سبع) من السنين (كسبع يوسف) الصديق عليه الصلاة والسلام أي مثل سبع سنين الحاصلة في زمن يوسف بن يعقوب التي أخبر الله تعالى عنها في التنزيل بقوله: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ} وقوله: (سبع) بالرفع وارتفاعه على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره أي البلاء المطلوب عليهم سبع سنين كالسنين السبع التي كانت في زمن يوسف ويجوز أن يكون ارتفاعه على أنه فاعل كان التامة تقديره وليكن سبع والله أعلم كذا في العيني، وفي الرواية الآتية: (دعا عليهم بسنين كسني يوسف) وفي رواية للبخاري: (اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف) والحاصل أنه صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بنزول القحط (قال) ابن مسعود: (فأخذتهم) أي فأخذت الناس وأهلكتهم (سنة) أي سنة ذات قحط وجدب والمراد بالسنة القحط والجدب ومنه قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ} (حصت كل شيء) بفتح الحاء والصاد المهملتين مع تشديد الصاد أي أعدمت واستأصلت كل شيء من النبات والأشجار يقال: سنة حصّاء أي جدبة قليلة النبات فاضطرَّهم الجوع (حتى أكلوا الجلود) المدبوغة (والميتة من) شدة (الجوع) بهم (وينظر إلى السماء أحدهم فيرى كهيئة الدخان) أي مثل هيئة الدخان لضعف بصره بسبب الجوع يعني يخيل إليه أن هناك دخانًا يعلو إلى السماء، فإن من أصيب بالجوع الشديد فإنه يشعر ما بين السماء والأرض كأنه دخان وليس دخانًا في الحقيقة (فأتاه) أي فأتى النبي صلى الله عليه وسلم (أبو سفيان) صخر بن حرب الأموي بمكة أو بالمدينة (فقال) أبو سفيان لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا محمد إنك جئت) إلى الناس حالة كونك (تأمر) هم (بطاعة الله) تعالى وعبادته (وبصلة الرحم) أي بوصله بما تقدر عليه (وإن قومك) ذوي رحمك (قد

<<  <  ج: ص:  >  >>