هلكوا) من الجدب والجوع بدعائك عليهم (فادع الله لهم) بأن يكشف عنهم ما بهم فإن كشف عنهم آمنوا، وفي هذه الرواية هنا حذف كما تبينه الرواية الآتية قال عبد الله:(فدعا الله لهم فأنزل الله عز وجل {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ}) أي القحط عنهم ({قَلِيلًا}) أي كشفًا قليلًا أو زمانًا قليلًا ({إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}) إلى الكفر والتكذيب، قال عبد الله: فمُطروا فلما أصابتهم الرفاهية، قال: عادوا إلى ما كانوا عليه من الكفر والتكذيب (قال) عبد الله: (قال الله عز وجل: {فَارْتَقِبْ}) أي انتظر بهم يا محمد عذاب ({يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}) أي بيّن واضح يراه كل أحد من شدة الجوع ({يَغْشَى النَّاسَ}) أي يغطي ذلك الدخان أعين الناس من قريش من الجوع ويُحيط بهم حالة كونهم قائلين هذا عذاب أليم أي ({هَذَا}) الدخان ({عَذَابٌ أَلِيمٌ}) أي مؤلم لنا، وقوله:(إلى قوله: {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}) غاية للآية الأولى كما قدرناه أولًا بقولنا: (إما كاشفوا العذاب قليلًا إنكم عائدون) فهذه الغاية مؤخرة عن محلها في هذه الرواية ففي هذه الرواية تقديم وتأخير وحذف كما تبينه الرواية الآتية (قال) ابن مسعود: (أفيكشف) عنهم (عذاب الآخرة) فالهمزة للاستفهام الإنكاري داخلة على محذوف تقديره أيقول ذلك الرجل القاص سيأتي الدخان يوم القيامة فهل يكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء؛ لا بل الدخان دخان الجوع الذي أخذ قريشًا، قال النووي: قوله: (أفيكشف عذاب الآخرة) هذا استفهام إنكار على من يقول إن الدخان يكون يوم القيامة كما صرح به في الرواية الثانية، فقال ابن مسعود: هذا قول باطل لأن الله تعالى قال: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (١٥)} ومعلوم أن كشف العذاب ثم عودهم لا يكون في الآخرة وإنما هو في الدنيا اه، وقال ابن عطية: اختلف في الدخان الذي أمر الله بارتقابه فقال عليٌّ وجماعة: هو دخان يجيء يوم القيامة يأخذ المؤمن منه مثل الزكام وينضج رؤوس الكفار حتى كأنها مصلية حنيذة أي مشوية، وقال ابن مسعود وجماعة: هو الدخان الذي رأت قريش .. إلخ اه أبي، وقال عبد الله وأنزل الله تعالى ({يَوْمَ نَبْطِشُ}) أي يوم نأخذهم ({الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى}) أي الأخذة العظمى ({إِنَّا مُنْتَقِمُونَ}) منهم، قال: