(أكنت) أي هل تكون (مفتديًا) أي مفاديًا نفسك من العذاب (بها) أي بالدنيا التي كانت لك ومنقذًا نفسك بها من العذاب (فيقول) ذلك الأهون لربه (نعم) أُفادي نفسي من العذاب بها (فيقول) الرب جل جلاله لذلك الأهون (قد أردت) أي طلبت (منك أهون) أي أسهل عليك (من هذا) الفداء الذي لا يمكن تحصيله لك (وأنت) أي والحال أنك (في صلب آدم) وظهره يعني في الأزل، إنما عبّر عنه بصلب آدم تقريبًا إلى الفهم، وقوله:(أن لا تشرك) بي بدل من قوله أهون، قال الراوي أو من دونه (أحسبه) صلى الله عليه وسلم أو أنسًا (قال) لفظة (ولا أدخلك النار) معطوف على قوله أن لا تشرك أي طلبت منك وأنت في صلب آدم عدم الإشراك بي في عدم إدخالي إياك النار (فأبيت) أي فامتنعت (إلا الشرك) أي إلا الإشراك بي فلك النار على الإشراك.
قوله:(لأهون أهل النار عذابًا) قيل: هو أبو طالب ذكره الحافظ في كتاب الأنبياء من الفتح، قوله:(أردت منك أهون من هذا) والمراد من الإرادة هنا الطلب أي طلبت منك، قوله:(وأنت في صلب آدم) قال القاضي عياض: يشير بذلك إلى قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} الآية فهذا الميثاق الذي أخذ عليهم في صلب آدم فمن وفى به بعد وجوده في الدنيا فهو مؤمن ومن لم يوف به فهو الكافر. فمراد الحديث أردت منك حيان أخذت الميثاق أهون من هذا فأبيت إذ أخرجتك إلى الدنيا إلا الشرك اه فتح الباري [١١/ ٤٠٣].
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الأنبياء باب خلق آدم وذريته [٣٣٣٤] وفي الرقاق باب من نوقش الحساب عُذّب [٦٥٣٨] وباب صفة الجنة والنار [٦٥٥٧].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
٦٩١١ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد يعني ابن جعفر حدثنا شعبة عن أبي عمران) الجوني (قال: سمعت أنس بن مالك يحدث عن النبي - صلى الله عليه