أي تنعم بنعمة الله (قط) أي فيما مضى من عمرك (فيقول) ذلك الأنعم: (لا) أي ما رأيت خيرًا ولا مر علي نعيم قط (والله يا رب) أي أقسمت باسمك يا رب يعني أنه لشدة ما رآه من عذاب النار نسي كل نعيم حُظي به في الدنيا فيقول ما رأيت نعيمًا قط (ويوتى بأشد الناس) أي بأكثرهم (بوسًا) أي شدة وفقرًا وضيقًا (في الدنيا) حالة كونه (من أهل الجنة) أي ممن يستحق الجنة بالإيمان والتقوى (فيُصبغ) معطوف على يؤتى (صبغة) أي مرة واحدة من الصبغ أي يُغمس غمسة (في الجنة) أي في أنهارها أو في الكوثر منها (فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤسًا) أي شدة وفقرًا (قط) أي فيما مضى من عمرك (هل مر بك) أي هل مر عليك (شدة) وفقر (قط فيقول لا) أي ما رأيت بؤسًا ولا مرت عليّ شدة قط (والله يا رب) وقوله: (ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط) تفسير للنفي المفهوم من لا كما فسرناه أولًا ولكن على ترتيب اللف والنشر المشوش يعني أنه يقع للمؤمن الذي عاش في الدنيا بائسًا العكس من ذلك الذي وقع للأنعم فيُصبغ في الجنة صبغة فينسى ما أصابه من الشدائد في الدنيا فيقول: ما رأيت بؤسًا قط. نسأل الله من فضله أن يرزقنا الجنة ويُسلِّمنا من النار برحمته.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث ابن ماجه في الزهد باب صفة النار [٤٣٧٦]، وأحمد [٣/ ٢٠٣].
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثاني من الترجمة وهو جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة بحديث آخر لأنس رضي الله عنه فقال:
٦٩١٦ - (٢٧٧٨)(١٣٨)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب واللفظ لزهير قالا: حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي الواسطي (أخبرنا همام بن يحيى) بن