وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة أبي صالح لبسر بن سعيد ومحمد بن سيرين (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس أحد ينجيه عمله) من عذاب الله (قالوا: ولا أنت) ينجيك عملك من عذاب الله (يا رسول الله قال: ولا أنا) ينجيني عملي (إلَّا أن يتداركني الله) سبحانه أي يدركني ويكرمني (منه) أي من فضله (برحمة) وعفو.
قال القرطبي: توهموا أنَّه لعظم معرفته بالله تعالى لكثرة عبادته أن ينجيه عمله فأجابهم بقوله: ولا أنا، فسوى بينهم وبينه في ذلك المعنى، قال القاضي: ومعنى يتغمدني يلبسني رحمته، من أغمدت السيف إذا ألبسته غمده، ويقال: غمدت وأغمدت بمعنى واحد، وأحاديث الباب نص في أنَّه لا يدخل الجنَّة أحد بعمله، ويعارض هذا قوله تعالى:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} والجواب أن الأحاديث فسرت ما أجملته الآية أي ادخلوها بأعمالكم رحمة من الله سبحانه وتعالى لا استحقاقًا عليه، قال النووي: معنى الآية دخول الجنَّة بالعمل لكن هدايته له وقبوله إنَّما هو بفضل الله سبحانه فصح أنَّه لن يدخل الجنَّة بمجرد العمل. [قلت]: القائلون بأن دخول الجنَّة إنَّما هو بنعمة الله تعالى لا يثبتون أثر الأعمال بل يجعلون أثرها إنَّما هو في رفع الدرجات اه من الأبي.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة خامسًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦٩٤٣ - (٠٠)(٠٠)(وحدثني محمَّد بن حاتم) بن ميمون السمين البغدادي (حدّثنا أبو عباد يَحْيَى بن عباد) الضبعي البصري، نزيل بغداد، روى عن إبراهيم بن سعد آخر الكتاب باب لن ينجي أحدًا عمله، وعن الحمادين ومالك وغيرهم، ويروي عنه (خ م ت س) ومحمد بن حاتم وأحمد بن حنبل، قال أبو حاتم: ليس به بأس، وقال الدارقطني: