للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا صَلَّى، قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلَاهُ. قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ الله، أَتَصنَعُ هَذَا، وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ، أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شكورًا".

٦٩٥٤ - (٢٧٩١) (١٥١) حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَأَبُو مُعَاوِبةَ. ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، (وَاللَّفْظُ لَهُ)، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ بَابِ عَبْدِ الله نَنْتَظِرُهُ

ــ

السند من سداسياته (قالت) عائشة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صَلَّى) في الليل (قام) أي استمر في القيام (حتَّى تفطر) أصله تتفطر بحذف إحدى التاءين أي حتَّى تتشقق وتورم (رجلاه) أي قدماه الشريفتان (قالت عائشة) قلت له: (يا رسول الله أتصنع هذا) التعب في الصَّلاة (وقد غفر لك) من الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال لي: (يا عائشة أفلا أكون عبدًا شكورًا).

قوله: (عبدًا شكورًا) قال القاضي عياض: الشكر معرفة إحسان المحسن والتحدث به، وسميت المجازاة على فعل الجميل شكرًا لأنها تتضمن الثّناء عليه، وشكر العبد لله سبحانه وتعالى اعترافه بنعمه وثناؤه عليه وتمام مواظبته على طاعته، وأمَّا شكر الله تعالى أفعال عباده فقبولها ومجازاته إياهم عليها وتضعيف ثوابها وثناؤه بما أنعم به عليهم فهو المعطي والمثني سبحانه، والشكور من أسمائه سبحانه وتعالى بهذا المعنى اه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخاريّ في تفسير سورة الفتح باب قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [٤٨٣٧].

ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثالث من الترجمة وهو الاقتصاد في الموعظة بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال:

٦٩٥٤ - (٢٧٩١) (١٥١) (حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدّثنا وكيع وأبو معاوية ح وحدثنا) محمَّد (بن نمير واللفظ له حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق) بن سلمة الأسدي أبي وائل الكوفيِّ، ثقة مخضرم، من (٢) روى عنه في (١٠) أبواب (قال) شقيق: (كنا) معاشر التّابعين (جلوسًا عند باب عبد الله) بن مسعود الهذلي أي عند باب داره بالكوفة، حالة كوننا (تنتظره) أي ننتظر خروجه علينا. وهذان السندان من خماسياته

<<  <  ج: ص:  >  >>