(فمر بنا) ونحن جلوس (يزيد بن معاوية النَّخعيُّ) الكوفيِّ، ثقة عابد، ذكر العجلي أنَّه من طبقة الرَّبيع بن خثيم يعني من الطبقة الثَّانية، وذكر البُخاريّ في تاريخه أنَّه قتل بفارس غازيًا كأنه قتل في خلافة عثمان وليس له في الصحيحين ذكر إلَّا في هذا الموضع أن فتح الباري [١١/ ٢٢٨] قال شقيق: (فقلنا) له: (أعلمه) أي أعلم ابن مسعود وأخبره (بمكاننا) أي بكوننا جلوسًا عند بابه (فدخل عليه) أي فدخل يزيد على ابن مسعود (فلم يلبث) ويتأخر (أن خرج علينا عبد الله) أي خروج عبد الله علينا بعدما أخبره يزيد بن معاوية (فقال) عبد الله عقب ما خرج إلينا (إنِّي أخبر) بالبناء للمجهول (بمكانكم) عند الباب، أي أخبرت بكونكم عند الباب (فما يمنعني أن أخرج إليكم) بسرعة (إلَّا كراهية أن أملكم) أي أوقعكم في الملل والسآمة من الموعظة. قوله:(فأعلمه بمكاننا) أي أخبره بأننا ننتظره عند الباب، وفي رواية للبخاري في الدعوات عن شقيق "جاء يزيد بن معاوية قلت: ألا تجلس؟ قال: لا، ولكن أدخل فأخرج إليكم صاحبكم وإلا جئت أنا فجلست معكم فخرج عبد الله وهو آخذ بيده" قوله: (إنِّي أُخبر بمكانكم) بضم الهمزة في أخبر وفتح الباء على البناء للمجهول؛ وسيأتي في رواية منصور أنَّه قال هذا الكلام جوابًا لقول بعضهم إنا نحب حديثك ونشتهيه ولوددنا أنك حدثتنا كل يوم، فقال:(إن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كان يتخولنا) أي يتعاهدنا ويراعينا (بالموعظة في) بعض (الأيَّام مخافة السآمة) والملل (علينا) والسآمة كالملالة وزنًا ومعنى، قوله:(يتخولنا) التخول التعهد وخال المال وخال على الشيء خولًا إذا تعهد ويقال خال المال يخوله خولًا إذا ساسه وأحسن القيام عليه، والخائل المتعاهد للشيء المصلح له وخوله الله الشيء أي ملكه إياه وهذه هي الرّواية الصحيحة في هذا الحديث بالخاء المعجمة واللام، وذكر أبو عمرو الشيباني أن الصواب يتحولهم بالحاء المهملة أي يطلب أحوالهم التي ينشطون فيها للموعظة فيعظهم وكان الأصمعي يرويه يتخونهم بالخاء المعجمة والنون وهو بمعنى التعهد أيضًا، ولكن رواية أكثر المحدثين بالخاء واللام اه عمدة القارئ [٢/ ٤٥] قال